نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 376
والهداية،
أو عن طريق الزجر والحزم، وقد رأينا أنه يمكن اختصارها في نوعين من المؤسسات:
المؤسسات الدينية، والمؤسسات المدنية، وإن كان الجميع في إيران خاضعا للمؤسسة
الدينية، تحت وصاية ولاية الفقيه.
أ ـ المؤسسات الدينية ودورها في
نشر القيم الأخلاقية:
للمؤسسات الدينية سواء كانت
مساجد أو حسينيات أو حوزات علمية أو غيرها تأثيرها الكبير في المجتمع الإيراني،
فمراجع وعلماء ووعاظ وقراء إيران يحظون بمكانة خاصة في المجتمع، قد لا نجد نظيرا
لها في غيرها من المجتمعات الإسلامية، ومع أن ذلك قد يحمل بعض السلبيات، لكنه في
نفس الوقت يتيح للمؤسسة الدينية من الأدوار ما يمكنها أن تؤدي من خلاله واجباتها
الإصلاحية.
ولهذا نرى كل قادة الثورة
الإسلامية يتوجهون بالدعوة لهذه المؤسسات لأن تؤدي أدوارها، وألا تقف موقفا سلبيا
من كل من يحاول تمزيق المجتمع أو السير به نحو طريق الانحراف، وأول ذلك إصلاح تلك
المؤسسات، وإصلاح رجالها، ذلك أن فاقد الشيء لا يعطيه.
ولهذا نرى الخميني يخاطب طلبة
الحوزة العلمية، بألا يكتفوا بالمعارف التي تعلموها، وإنما عليهم أن يضموا إليها
القيم الأخلاقية، فيقول: (أنتم الشباب تسيرون نحو الهرم والشيخوخة، ونحن الشيوخ
نقترب من الموت، فأنتم على علم بمدى التقدم العلمي الذي أحرزتموه وحجم المعارف
التي اكتسبتموها في هذا العام الدراس، ولكن ما الذي فعلتموه بالنسبة لتهذيب
الأخلاق وتزكية النفس وتحصيل الآداب الشرعية والمعارف الإلهية؟ أية خطوة إيجابية
خطوتم؟ وهل كان لديكم برنامج لذلك؟)[1]