الأمة، في
التعرف على معاني آيات القرآن الكريم، واستشفاف مضامينها، بما يواكب تطورات الحياة
المعاصرة، ويستجيب للتحديات الفكرية القائمة، بلغة واضحة، وأسلوب جذاب، بعيدا عن
الإسهاب الممل، والاختصار المخل.. وسيجد من يطلع على الأجزاء الصادرة من هذا
التفسير المميّز، كيف يوظّف الشيخ السبحاني خبرته وتجربته العلمية في مختلف حقول
المعرفة، للغوص في اعماق معاني الآيات الكريمة، من أجل تقديم لآلئ مضامينها ناصعة
مشرقة بين يدي القارئ الكريم)
ثم وصف طريقته
في التفسير، فقال: (فحينما تستبطن الآية معنى عقدياً، يبرزه ويجلّيه بدقة ووضوح.. وحين
تشير الآية إلى حدث تاريخي، يسلط عليه الأضواء بما يخدم هدف الآية من أخذ العبرة
والدروس.. وإذا تضمنت الآية حكما تشريعيا، ناقش اختلاف المذاهب والفقهاء في تشخيص ذلك
الحكم.. وعندما تعالج الآية بعداً تربوياً أخلاقياً، يتناول مقاصدها في تزكية
النفس وتقويم السلوك.. وهكذا يجد القارئ الكريم نفسه امام بحوث علمية مركّزة، وطرح
معرفي مكثّف، بلغة عصرية واضحة مشرقة) [1]
أما الثاني، فهو
العلامة الكبير ناصر مكارم الشيرازي، أحد أكبر العلماء المعاصرين، والذي كان من
المشاركين الكبار في قيام الثورة الإسلامية في إيران، وقد تعرض للنفي عدة مرات،
ويعد اليوم من أبرز القيادات الدينية في إيران.
ومن كتبه في
التفسير (تفسير الأمثل)، وقد كتبه في البداية باللغة الفارسية، وصدر في سبعة
وعشرين مجلَّدًا ثمَّ ترجم بعدها إلى العربية، وقد استغرق العمل فيه قرابة الخمسة
عشر عامًا امتدَّت من 1396هـ ولغاية 1410هـ.
ومن مزايا هذا
التفسير كونه وضع بعبارات سلسة، قابلة للفهم من قبل العوام
[1]
انظر مقالا بعنوان: منية الطالبين في تفسير القرآن المبين عصارة خبرة علمية وثمرة
مسيرة حافلة، الشيخ حسن الصفار، مجلة البصائر 9 / 11 / 2015م ..