ويذكر الفرق بين النظامين:
الإسلامي والغربي في التعامل مع المرأة، حيث كان الغرب يحترم الشاه، ونظامه في
تعامله مع المرأة رغم استبداده وفساده الكبير في نفس الوقت الذي يشن فيه حملاته
على معاملة النظام الإسلامي للمرأة، يقول في ذلك: (إن الأفلام المغرضة المسمومة، وأحاديث
الخطباء الجهلة، حولت المرأة في الخمسين عاماً السوداء من الحكم البهلوي الخبيث،
إلى مجرد سلعة، وقد عملوا على جر النساء اللاتي كن على استعداد للتأثر بهذه
الأجواء، إلى أماكن يعف القلم عن ذكرها، فليعد من يرغب في الإطلاع على جانب تلك
الجرائم، إلى الصحف والمجلات وأشعار الأوباش والأراذل في عهد رضا خان بدءاً بفترة
إجبار النساء على السفور والتخلي عن الحجاب الإسلامي فصاعداً... سود الله وجوههم
وتحطمت أقلامهم التي تدعي التنوير)[2]
وقد برهن الواقع الإيراني بعد ما
يقارب الأربعين سنة من عمر الثورة الإسلامية على صحة كل الأطروحات التي دعا إليها
الخميني، بل دعت إليها قبل ذلك الشريعة الإسلامية؛ فالمرأة الإيرانية الآن تحظى
باحترام كبير، وتتولى مناصب رفيعة، وتنجح نجاحات باهرة في كل المجالات، وخصوصا
المجالات المرتبطة بالعلم والبحث العلمي، كما سنرى ذلك إن شاء الله بتفصيل في محله
من الجزء الثاني من هذه السلسلة.
2 ـ القيم الأخلاقية والواقع
السياسي:
من خلال مطالعة المبادئ المحركة للسياسة
الإيرانية سواء على مستوى الداخل أو الخارج نرى مدى تحكم القيم الأخلاقية فيها؛
فهي سياسة تنبع من المبادئ الأخلاقية قبل أن تنبع من المصالح المؤقتة.
[1] من لقاء
له بتاريخ 7/12/1978، وانظر: المرأة في فكر الإمام الخميني، ص25.
[2] من كلمة بمناسبة
يوم امرأة. بتاريخ 5/5/1980، وانظر: المرأة في فكر الإمام الخميني، ص23.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 393