القرآن الكريم
المستخرج من آثار الإمام الخميني)، وقد نشره قسم الشؤون الدولية في مؤسسة تنظيم
ونشر تراث الإمام الخميني في خمسة مجلدات.
ثالثا ـ الاهتمام بتفعيل القرآن الكريم
في الحياة:
من مظاهر
الاهتمام التي يوليها الإيرانيون للقرآن الكريم، تلك الدعوات الكثيرة لتفعيله في
الحياة، فهو الكتاب الذي يحوي جميع القيم الإيمانية والأخلاقية والحضارية، وهو
الكتاب الذي جعله الله حبله الممدود لإنقاذ البشرية وتخليصها من الأهواء
والاستبداد وكل أنواع الفتن، كما قال الإمام الصادق: (من لم يعرف الحق من القرآن لم
يتنكب الفتن)[1]
وسر ذلك كما عبر
عنه هو (أن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في
كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة) [2]
ولذلك حمل
الإيرانيون من سالف الزمان هذا النوع من الاهتمام، وكيف لا يفعلون ذلك، وقد سمعوا
صيحات الإمام الرضا فيهم، وهو يخاطبهم من مشهد، واصفا القرآن الكريم بقوله: (هو
حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من
النار، لا يخلق على الأزمنة، ولا يغث على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان،
بل جعل دليل البرهان، والحجة على كل إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من
خلفه تنزيل من حكيم حميد)[3]
وسمعوا بعده الإمام
الجواد، وهو يحذرهم من نبذ القرآن الكريم، أو تحريف معانيه وقيمه، ويقول لهم: (كل
أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه، وكان من نبذهم
الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه،