نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 423
للانتخابات. لقد فُصّل في ذلك
الكتاب الوضع الانتخابي في أمريكا. التفتوا، هذا الأمر مرتبط بأوائل ذاك القرن،
بالعشرينات والثلاثينات، بعد ذلك، ساء الوضع بدرجات، وذلك باعتراف كلّ من لديه
خبرة في هذا المجال وكتب حول هذا الموضوع.. في الواقع، إنّ من يعيّن المرشّحين هو
المال والقوّة الدعائية للشركات الكبرى المسيطرة على أمور البلد كافّة)[1]
هذه نماذج عن مدى انفتاح
الإيرانيين على العالم، وهي نماذج كافية، وتمثل الإسلام الأصيل في مقابل أولئك
الذين ينغلقون على أنفسهم انغلاقا تاما، أو أولئك الذين يذوبون في الآخر، ويتخلون
عن شخصيتهم في سبيل ذلك.
ثانيا ـ إيران.. والإبداع الحضاري:
عرفنا في الفصول
السابقة الكثير من مظاهر الإبداع الذي قام به الإيرانيون في التعامل مع العلوم
الإسلامية ابتكارا وتطويرا، وهو مظهر من مظاهر الحضارة التي يسرت للمسلمين التعامل
مع مصادرهم وعقائدهم وشرائعهم، وذلك عبر العروض المختلفة لها، والبراهين الكثيرة
الدالة عليها.
وقد أشار إلى
هذه الناحية كل من أرخ للعلوم العربية والإسلامية في القديم والحديث؛ وكلهم يذكر
ما قاله ابن خلدون في تفسير ذلك، حيث قال في مقدمته في فصل بعنوان [فصل في أن حملة
العلم في الإسلام أكثرهم العجم]: (من الغريب الواقع أنّ حملة العلم في الملّة
الإسلاميّة أكثرهم العجم لا من العلوم الشّرعيّة ولا من العلوم العقليّة إلّا في
القليل النّادر، وإن كان منهم العربيّ في نسبته فهو أعجميّ في لغته ومرباه ومشيخته
مع أنّ الملّة عربيّة وصاحب شريعتها عربيّ)[2]
[1] في لقاء له بجمع من المنظّمات
الطلابية في جامعات البلاد، 5/12/1996م.