نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 436
الشواعر، وأدب الغرباء، وأدب
السماع، والاخبار والنوادر، والفرق والمعيار في الأوغاد والأحرار، والمماليك
الشعراء، والغلمان المغنين، والتعديل والانتصاف في اخبار القبائل وانسابها، وغيرها
كثير.
هذه نماذج عن كبار اللغويين
الذين أنجبتهم إيران، وكانت لهم مساهماتهم الرائدة في علوم اللغة العربية نحوها
وصرفها وغريبها وبلاغتها، بحيث يمكن اعتبارهم المؤسسين الرواد لها، أما غيرهم ممن
كتب في اللغة، فأكثر من أن نعده أو نحصيه في هذا المحل.
وهذا كله يدل على اهتمام الفرس
بالعربية، وأنهم لا يحقدون عليها، ولا يتنكرون لها، كما يذكر المغرضون، بل إنهم ـ كما
رأينا ـ يكشفون بلغة علمية من نواحي إعجازها ما لم يكتشفه العرب أنفسهم.
2 ـ الإيرانيون والإبداع في
العلوم العقلية:
لا يمكن لأي باحث منصف أن يعزل
الدور الذي قام به الفلاسفة والباحثون الإيرانيون في المجالات العلمية المختلفة،
بل إن الصادق منهم، يعترف بأن فضلهم فيها لا يوازيه أحد؛ فهم رواد الحضارة
الإسلامية في هذا الجانب بلا منازع، مثله مثل الجوانب الأخرى.
وربما يكون سبب ذلك ما ورثوه من
حضارة سابقة، كان لها تأثيرها فيهم، وهو تأثير منهجي لا فكري، فهم في أفكارهم
مسلمون مؤمنون لا يشكك أحد في ذلك إلا المغرضون.
وقد عبر ابن خلدون عن مدى تمرسهم
في الجوانب العقلية، بل إنه ينسب إليهم كل أنواع الفلسفة حتى اليونانية منها؛ فقال:
(وأما الفرس، فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيماً، ونطاقها متسعاً، لما كانت
عليه دولتهم من الضخامة واتصال الملك، ولقد يقال: إن هذه العلوم، إنما وصلت إلى
يونان منهم، حين قتل الإسكندر دارا وغلب على مملكة الكينية، فاستولى على كتبهم
وعلومهم، إلا أن المسلمين لما افتتحوا بلاد فارس، وأصابوا
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 436