ونحب أن نذكر هنا أن ما حصل له
من القتل لا يعبر عن حقيقة أمره ـ كما يذكر المتطرفون ـ ذلك أن القتل تم لأجل
أسباب شخصية، حاولت أن تلبس لباس الدين، وقد حصل مثل ذلك لعبد الله بن المقفع
المؤمن الشهيد الذي قتل ظلما، وحصل للحلاج وغيره، بل إن أبا حامد الغزالي الذي
تتبناه المدرسة السنية، وتعتبره من كبار فقهائها وصوفيتها، اتهم بالكفر، وأحرقت
كتبه، وذلك لا يدل على كونه كما ذكروا.
ومن الفلسفات الأصيلة والرائدة
التي ولدت في إيران فلسفة الحكمة المتعالية، والتي وضعها الملا صدرا محمد بن
إبراهيم القوامي الشيرازي المعروف بصدر المتألهين[1] (980 ـ 1050هـ)، والذي حاول أن
يجمع فيها بين الفلسفة والعرفان والقرآن، وكان طرحه ـ كما يذكر المؤرخون له ـ متطورا
جدا، وفاق حدود عصره مما صعب على معاصريه أن يقبلوه، فلاقى من معاصريه صنوف
المضايقات بسبب ذلك، فكفر ورمي بأبشع التهم، مثلما حصل للكثير من الفلاسفة
والصوفية.
قال عنه السيّد محمّد باقر
الخونساري في روضات الجنّات: (كان فائقاً على من تقدّمه من الحكماء الباذخين،
والعلماء الراسخين إلى زمن مولانا نصير الدين الطوسي، منقّحاً أساس الإشراق
والمشّاء بما لا مزيد عليه)
وقال عنه الشيخ محمّد رضا
المظفّر: (بالغ في تصوير آرائه باختلاف العبارات والتكرار، حسبما أوتي من مقدرة
بيانية، وحسبما يسعه موضوعه من أدائه بالألفاظ، وهو
[1] انظر في ترجمته:
أبو عبد الله الزنجاني، في مجلة المجمع العلمي العربيّ 9: 661 و 723 ثم 10: 29
وروضات الجنات 331 ومعجم المطبوعات 1174 والذريعة 2: 39 و 279 وأعيان الشيعة 45:
99.
نام کتاب : إيران دين وحضارة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 438