فقيها محدثا،
أصوليا.. وجمع أشياء كثيرة نافعة، لم يسبق إلى مثلها، ولا يدرك فيها، وكان فاضلا
من أهل الحديث، مرضي الطريقة) [1]
بالإضافة إلى
هؤلاء نجد الكثير من الرواة المتقدمين الذين اعتمد على رواياتهم أهل الحديث،
وخصوصا أصحاب الصحاح منهم، ومنهم يحيی بن يحيی أبوبكر بن عبد الرحمن
أبو زكريا النيسابوري الحافظ (142 هـ ـ ). الذي تتلمذ على يديه البخاري ومسلم
والدارمي وبن بشار والذهلي والبيهقي والآخرون.. وقد قال عنه إسحاق بن راهويه: (ما
رأيت مثل يحيی بن يحيی، ولا أحسب أنه رأی مثل نفسه)، وقال: (أصبح
يحيی بن يحيی إمام أهل الشرق والغرب)، وقال: (مات يحيى بن يحيى يوم
مات وهو إمام لأهل الدنيا)، وقال عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل: (سمعت أبي يذكر
يحيی بن يحيی فأثنی علیه خيراً وقال: ما أخرجت خراسان بعد
ابن مبارك مثله)[2]
هذه مجرد نماذج
عن كبار المحدثين من أهل نيسابور، والذين لا يمكن بحال من الأحوال أن نستغني عن
جهودهم في خدمة السنة النبوية، ونحن نطلب من أولئك الذين يشككون في إيران، وإسلام
أهلها، أن يتركوا العودة لهذه المصادر، لأنه لا يستقيم أن يأخذوا أحاديثهم من
الفرس المتآمرين على الإسلام، أو من المجوس الذين لا حظ لهم في الإسلام.
2 ـ المحدثون بأصفهان:
تعتبر أصفهان من
مراكز الحضارة الإسلامية الكبرى، وقد كانت مقصد الكثير من العلماء وطلبة العلم،
وخاصة علم الحديث ابتداء من العصور الأولى للإسلام، ولذلك أتيح لها أن تنجب كبار المحدثين
بالإضافة لكبار الأدباء والفقهاء والمؤرخين وغيرهم، والذين سنذكر بعضهم في الفصول
التالية من هذا الكتاب.