واعتبر
في خطابه أن كل الهزائم التي لحقت بالمسلمين سببها ذلك التمييز العنصري الذي أفلح
الأعداء في استثماره وتأجيج الصراع بسببه بين المسلمين، يقول: (إن المسألة المهمة
التي جعلت البلاد الاسلامية مغلوبة على أمرها وأبعدتها عن ظلال القرآن الكريم هي
مسألة التمييز العرقي: فهذا من أصل تركي، ويجب أن يُصلِّي صلاته بالتركية، وهذا من
أصل ايراني ويجب أن تكون حروفه الهجائية كذا، وذلك من أصل عربي، ويجب أن تحكم العروبة
وليس الاسلام، ويجب أن يحكم الأصل الآري وليس الاسلام متناسين ما يرتكز عليه
المسلمون جميعاً! ويؤسف على أنهم جرّدوا المسلمين من هذا المرتكز، ولا أدري الى
أين سيؤول الأمر؟! لعبة القومية هذه هي التي جاء الاسلام وشطب عليها بخط أحمر، ولم
يفرق بين الأسود والأبيض، وبين الترك والعجم، وبين العرب وغير العرب الا بالتقوى
والخوف من الله، والتقوى بمعناها الحقيقي: التقوى السياسية والمادية والمعنوية .. ليس
هناك ترك وفرس، وعرب وعجم، فالمرتكز هو الإسلام)[2]
ويبين
أن من أهداف الثورة الإسلامية القضاء على التفرقة العرقية التي كان نظام الشاه
يعتبرها هدفا من أهدافه، يقول: (وأما قضية التفرقة العرقية، فإنها رجعية، إن
السادة يعتبروننا رجعيين في حين أنهم يريدون أن يعودوا القهقرى إلى الفين وخمس مئة
عام، فهل نحن رجعيون؟! لماذا يجب أن تَغفُل البلاد الاسلامية عن هذه الأمور؟!
لماذا يجب أن تواجه البلاد الاسلامية بعضها بعضاً؟ أولئك أقاموا تحالفاً ثلاثياً
مقابل هؤلاء، فليشكل هؤلاء تحالفاً آخر مقابل أولئك. لمَ يتقاتلُ المسلمون؟ وما
الذي دفع المسلمين ليتحاربوا؟ أليست هي أيدي الاستعمار؟ فارفعوا يد الاستعمار عن
البلاد الاسلامية، ثم شاهدوا أي صداقة