ثم
بين مدى التعالي على الطائفية الذي مثله أئمة أهل البيت، والذين كانوا يعبرون عن
الإسلام وحده، لا عن أي طائفة؛ فقال: (لقد سعى أئمتنا الأطهار إلى وضع الجميع في
إطار المجتمع، فكانوا يصلون معهم، ويمشون خلف جنائزهم، ولكن الأمور اختلفت تدريجيا،
وقام المتجبرون بمثل هذه الأعمال لإشغال الطائفتين ببعضهما كي يتسنى لهم أن يفعلوا
ما يشاءون)[1]
ثم
ذكر المؤامرات الشيطانية للمستعمرين، والتي طبقوها في إيران، كما طبقوها في سائر
بلاد العالم الإسلامي لينشغل المسلمون بالصراع الداخلي عن مواجهتهم؛ فقال: (قبل ما
يقرب من ثلاثمائة عام تم تنفيذ سياسة أجنبية في إيران وفي الشرق استهدفت في الغالب
تحقيق مثل هذه الأمور.؛ فقد عكف خبراؤهم على دراسة الطائفتين وبعض الشخصيات
ونفسيات الناس بالإضافة إلى جوانب القضايا المادية المتعلقة بنا، وحاولوا
استغلالنا من طريقين: ماديا وكما ترون فقد استغلونا، ونفسياً من خلال التركيز على
توسيع شقة الخلاف بيننا، وترون كيف أنه اذا تفوه أحد بكلمة واحدة؛ فإنهم يجعلونها
نارا على علم، فينشرونها ويطبعونها، وهذا ليس من فعل شخص عادي، إنه عمل الحكومات
والأجانب الذين يسعون إلى نشر ذلك وتوسيع نطاقه) [2]
ثم
ذكر المشتركات الكثيرة التي تجمع بين السنة والشيعة، ودعا إلى التركيز عليها،
وتهميش الخلافات الفرعية؛ فقال: (نحن معا كيان واحد غير قابل للتفكيك، والاختلاف
بين المذهبين لا ينبغي أن يتحول إلى خلاف في أساس الإسلام، فالإسلام أسمى من أن
يؤدي الاختلاف فيه إلى ظهور مسلك كذائي فيه.. إننا نرى الأخطار تهدد الإسلام، لذا
علينا جميعا أن نتكاتف ونتجنب تلك الاشتباهات التي ارتكبت في الماضي، وأن نقطع
الايدي التي تريد