شعوباً
ومذاهب شيعة وسنّة وغيرهما، ببعضهم بعضاً حتّى ينسوا قضيّة إسرائيل. يجب أن
تقرّبنا حادثة اغتصاب فلسطين إلى بعضنا بعضا. وها هم اليوم يستغلّون هذه القضيّة
من أجل إبعادنا عن بعضنا بعضاً. إنّهم يُحدثون الاختلاف في العالم الإسلاميّ حول
نفس هذه القضيّة الفلسطينية، ويجعلون الدول في مواجهة بعضها بعضاً. إنّ قضيّة
فلسطين قضيّة واضحة ولا يوجد عند أي مذهب من المذاهب الإسلامية أي شك بأنّه إذا
تعرّضت أراضي الإسلام والمسلمين في أي وقت من الأوقات للهجوم والاعتداء فإنّ
الدفاع واجبٌ على جميع المسلمين. فإنّ كلّ المذاهب الإسلامية تُجمع على هذا الأمر.
وهو ليس محلّ اختلاف. ومثل هذه القضيّة المتّفَق عليها يجعلونها مورد شكٍّ
ويفرّقون المسلمين ويشتتونهم، ويزيدون من العصبيات المذهبية والطائفية في القلوب
ويؤجّجون نيرانها، حتى يقوموا بما يريدون بسهولة)[1]
ويذكر
اهتمام الجمهورية الإسلامية منذ نشأتها بالوحدة الإسلامية، ودعوتها لها بكل
الوسائل، يقول: (علينا أن نستيقظ، وهذه هي كلمة الجمهورية الإسلامية. فالجمهورية
الإسلامية منذ بداية تأسيسها جعلت في الأسطر الأولى الأساس من أهدافها اتّحاد
المسلمين وتقارب قلوبهم ومنها قضية فلسطين، وفي كلمات إمامنا الراحل قدس سره تظهر
هاتان القضيّتان بوضوح تامّ وجلاء: إحداهما قضيّة إتّحاد المسلمين في جميع القضايا
والتقليل من خلافاتهم والتخفيف من اختلافاتهم ومنع الخلافات الفكرية والفقهية
والكلامية وأمثالها من أن تجرّ هاتين الفئتين إلى العداوة والتناحر، والقضيّة
الأخرى هي قضية فلسطين، وقد التزمت الجمهورية الإسلامية بهذا الكلام. ونحن ندفع
أثمانه باهظة. إنّ شعبنا ينظر إلى هذه القضيّة كواجبٍ ومسؤولية شرعية ويعلم أنّنا
إذا استطعنا أن نُخرج هذا السرطان المهلك