ومن
الأمثلة على ذلك ما كتبته صحفية تونسية تحت عنوان [دور المرأة المتعلمة في إيران
يقتصر على تربية الأبناء]، والذي قالت فيه: (تؤمن الطبقة الحاكمة في الجمهورية
الإسلامية الإيرانية بأن المرأة خلقت لتنجب وتربي الأبناء وبأن تقبّل خروجها
للتعلم ليس إلا لتمكينها من المؤهلات والثقافة التي تسهل عليها أداء هذه المهمة،
ويترجم هذا الإيمان في كل ما يتصل بالمرأة في إيران) [1]
وكان
دليلها على هذا هو أنه طهران ـ كما تذكر ـ نظمت ندوة بعنوان [مكانة المرأة العالمة في إيران والعالم العربي]، وهي لم تشغل نفسها كثيرا بالاطلاع على
المحاضرات التي ألقيت، ولا البحوث التي كتبت، وإنما اكتفت ببند من التوصيات، يذكر
(دور المرأة العالمة في تنشئة الأجيال)، والذي علقت عليه بقولها: (لا تتغير نظرة السلطات الإيرانية للمرأة
بحسب مستواها التعليمي، فلا فرق بين التي تحصلت على أعلى الشهادات العلمية أو
الأمية أو ذات المستوى التعليمي المتواضع لأن دورها الأول والأخير يظل تربية
الأبناء وتقديم فروض الطاعة للرجل، هذه هي عقيدة الساسة الإيرانيين المتشددة
والمحافظة إزاء المرأة والتي عملوا على ترسيخها وتكريسها في ثقافة ووعي المجتمع
الإيراني)
وللأسف؛
فإنها تردد هذه المغالطة الخطيرة مع كونها تقر بالنسب المرتفعة لتعليم النساء في
إيران، وأنه ليس هناك حواجز تحول دون تعليمين، بل هناك المحفزات التي ترغب في ذلك،
قالت: (.. ورغم أن نسب تسجيل الإيرانيات بالمدارس والجامعات مرتفعة، وقد تفوق
أعداد الطالبات في العديد من الجامعات أعداد الطلاب الذكور، وكذلك ترتفع نسب
المتحصلات على شهادات التعليم العالي إلا أن ذلك لا يترجم في أدوارهن في المجتمع
والاقتصاد كقوى عاملة مؤثرة كما لا يسجلن حضورا بارزا في التمثيل السياسي، وفي
مواقع
[1] دور
المرأة المتعلمة في إيران يقتصر على تربية الأبناء، سماح بن عبادة، موقع العرب،
2017/01/25.