النقل
الذي بايعوه فيه بالخلافة والإمامة وعندما انتهت البيعة، فقد حمل المسحاة بيده
وذهب للعمل)[1]
ويضرب
المثل على حرمة العمل وأهميته وشموله لجميع الناس، حتى الأئمة أنفسهم، فيقول: (لم
يقتصر ذلك على الإمام علي بن أبي طالب، بل إن الإمام الصادق والباقر كانوا كذلك؛
فقد نقلوا أنهما كانا يعملان في مكان، ونُقل عن الإمام الصادق أنه كان يعمل في
مكان ما رغم عمله الكثير، رغم عمله المعنوي الكثير وعمله الإعلامي، فقالوا له ـ كما
يُنقل ـ: اترك لنا هذا العمل لكي نقوم به، لكنه أجابهم: إنني أحب أن أشعر بحرارة
الشمس في بدني إزاء ذلك العمل الذي أريد أن أقوم به بنفسي، ويا لها من قيمة كبرى
أن يقوم الرجل الأول في زمانه ورغم امتلاكه لتلك المنزلة بممارسة العمل بنفسه، مما
يعلمنا قيمة العمل)[2]
هذا
بالنسبة للدعم المعنوي الذي أولاه الخميني أهمية كبرى، حتى يجعل من شعبه شعبا
عقائديا يقوم بأداء مهامه بإخلاص وتفان، ولوجه الله تعالى.
لكنه
مع ذلك لم يغفل الدعم المادي، لكنه لا يربطه بوعود قد لا تتحقق، وإنما يربطه
ويعلقه بما يقوم به العمال أنفسهم.. فهم ـ باجتهادهم وعملهم وصدقهم ـ يمكنهم أن
يحققوا المكاسب التي لا تخدم بلدهم فقط، وإنما تخدمهم هم أيضا، يقول في خطاب
الانتصار: (لقد رحل هؤلاء الخونة من إيران وتركوا لنا بلداً خرباً ومقابر عامرة،
دمروا بلادنا وعمروا مقابرنا بقبور شبابنا، ولا نستطيع في سنة أو سنتين أو خلال
مدة قصيرة أن نبني هذا الخراب وأن نحفظ بلدنا من هذا الوضع المتأزم. نحتاج إلى اتحاد
كل الشعب الإيراني لكي نبني معاً ما خربوه، ولذلك لا تنتظروا من الحكومة أن تعمِّر
كل شيء، الحكومة لوحدها غير قادرة