نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175
عليه كل حين، بل إنه من قام بقراءة بيان الدعوة
للنفير العام في ذلك المؤتمر المشؤوم الذي أقامته مصر إبان حكم الإخوان المسلمين.
وقد اختاروه
خصوصا، لأن الجماهير تطرب لسحر بيانه، وقعقعة ألفاظه، كما يطرب غيرها لصوت أم
كلثوم أو عبد الحليم حافظ، لكن الفرق بينهما أن صوت عبد الحليم يحرك المشاعر
العاطفية والوجدانية، أما صوت حسان، فيحرك مشاعر العدوانية والكراهية.
والعجيب أن هذا
الرجل، الذي يكثر من استعمال المفردات والتراكيب، ويمزج بينها بطريقة عجيبة كما
يفعل الكهان، ثم يستنتج منها نتائج مملوءة بالغرابة.. وعندما يكتشف غرابتها يروح
يقسم ويكرر القسم، حتى ينطلي قسمه لا أفكاره على أولئك الذين استسلموا للألفاظ،
ولم يستسلموا للمعاني.
ويذكرني موقف
أتباعه ذلك بشخص رؤي منبهرا بخطبة بعض المشايخ، فقيل له: هل فهمت شيئا مما يقول؟
فرد على البديهة: ومن أنا حتى أفهم كلمات هذا الشيخ الجليل؟
وهكذا أتباع هذا
الشيخ ومقدسوه وعابدوه، فهم لا يحللون مواقفه ولا تصرفاته، وإنما يطربون فقط
لكلماته التي تسحرهم، وتجعلهم مسخرين كما يسخر الجن للكهان.
ولو أنهم
تساءلوا عن سر تلك الثروة العريضة التي يملكها، ومن أين له بها.. وتساءلوا معها عن
ذلك الاستقبال الخاص الذي يلاقى به لدى ملوك السعودية وأمرائها.. لعرفوا القصة من
أولها، وعرفوا أن التجارة بالدين لا تقل عن التجارة بالمخدرات، ففوائدها أكثرها،
وريعها أعظم، بالإضافة إلى ذلك الجاه لا يمكن لتاجر المخدرات أن يحصل عليه حتى لو
غسل نفسه بمياه البحار جميعا.
لو أن هؤلاء قارنوا
موقفه التحريضي على الرئيس السوري بموقفه اللين مع الكيان الصهيوني لعرفوا الحقيقة
التي خبأها سحر بيانه.. فأثناء الحرب الصهيونية على غزة عام 2008 والتي أطلق عليها
الصهاينة اسم [الرصاص المصبوب] وأطلقت عليها المقاومة
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 175