نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 181
وهو لا يريد أن يسقط من عيون جماهيره سقوطا حرا.
وليت موقفه مع
سورية ونظامها طبقه مع غيرها، إذن لهان الأمر.. بل هو على العكس من ذلك تماما كان
يتحرك حيث تتحرك الكاميرات، ويستجيب لكل ما يطلبه جمهوره، لأنه لا يمكن لتاجر أن
يبيع بضائعه قبل أن يكسب زبائنه.
وزبائنه للأسف
هي هذه الأمة التي أعرضت عن أهل العلم والحكمة فيها، واشتغلت بمن يلبي أهواءها، لا
تسمع للمعاني، ولا للحقائق، وإنما تنظر لجمال الصوت، وحركات الجسد، والقدرات
التمثيلية، ولذلك أصبحت فلما مرعبا ممتلئا بالآلام..
ومن العجيب أنه
مع وجود كبار العلماء والحكماء في الأمة إلا أن عمرو خالد نال من بينهم جميعا قصب
السبق في أشهر الشخصيات العالمية، حيث اعتبرته مجلة تايم الأمريكية أكثر الشخصيات
تأثيراً في العالم عام 2007، وقد حضر عمرو خالد ـ طبعا ـ حفل التكريم الذي يضم
المائة شخصية التي تم اختيارها لذلك العام، وألقى هناك كلمة قصيرة.
وبعد أن أدى
أدواره الكثيرة في إثارة الفتنة، وتشويه الدين راح يمارس تجارة أخرى، لعلها لن تقل
عمن سبقها من أنواع التجارة.. فقد عرض شريطا إعلانيا على صفحته التي يتابعها 29
مليوناً، ظهر فيه في إعلان رمضاني لشركة دواجن مصرية - سعودية إلى جانب الطاهية
المصرية آسيا عثمان؛ حيث عمد إلى ربط صحة الصيام والتقرب إلى الله بتناول الدجاج
الذي روج له في الإعلان قائلاً: (لن ترتقي الروح إلا لما جسدك وبطنك يبقوا صح..
وعشان هتجرب مع وصفات آسيا ارتقاءك لربنا في قيام الليل بعد الفطار وفي التراويح
أحلى)
ولا زالت أشكال
أخرى للتجارة.. ولا زال الكثير من التجار يظهرون كل يوم، ليمارسوا أدوارهم في هذه
الأمة التي لا تسلم نفسها إلا لمن يخدعها، ويتلاعب بعواطفها، ويشتري منها عقولها
بحفنة من الدموع.
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 181