نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
إلى سياط الخارج التي كانت تمتد إليهم كل حين،
ويعتبرونها العائق الذي حال بينهم وبين الوصول إلى السلطة، وينسون ثغرات الداخل
وعقباتها التي كانت تقوض مشروعهم كل حين.
وأول عقبة من
عقبات الداخل هي نياتهم وإرادتهم التي لم تنطلق من الدعوة إلى الله، وإنما انطلقت
من الدعوة إلى الأنا.. ويستحيل أن ينصر الله من يدعو إلى الأنا.. وهذا يتجلى واضحا
في كل شيء، وأولهم اسمهم [الإخوان المسلمون]، فهذا الاسم عام لكل المسلمين، مهما
اختلفت مذاهبهم ورؤاهم، لكنهم حولوه إلى أنفسهم، وذواتهم وجماعتهم.
ولم يكتفوا
بذلك.. بل كانت كل دعوتهم إلى أنفسهم.. فهم لا يريدون من الناس أن يلتزموا بالدين
عقيدة وشريعة فقط، وإنما يريدون منهم فوق ذلك متابعتهم، والتحول إلى عضو من أعضاء
جماعتهم، ليكثر سوادهم؛ فهم لا يفرحون لشيء كما يفرحون بتكثير سوادهم، ولهذا كانوا
يخرجون في كل حين إلى الناس بكل زينتهم، ليظهروا أنفسهم، ويبينوا مدى قوتهم
وشعبيتهم.
وقد كان ذلك
سببا في توجس أهل السلطة منهم، خاصة وهم لا يكتفون بالدعوة إلى الإسلام، وأخلاقه
وشرائعه وشعائره، وإنما يضمون إليه التحذير من الحكام وسبهم وشتمهم، واعتبارهم
مناوئين لشريعة الله.
وذلك طبعا مما
يثير الحكام، وحق لهم أن يستثاروا، لأن ذلك سيهدد السلم الاجتماعي، بل قد يهدد
الأمن القومي.. ولذلك كانوا يبادرون كل حين إلى اعتقالهم، لإسكاتهم، وإخماد ذلك
الشغب الذي يثيرونه حيث حلوا.
وقد كان في
إمكانهم بدل ذلك كله أن يكتفوا بتوعية الناس وتربيتهم، من غير أن يصارعوا أحدا من
الناس، ولا أن يسجلوا أحدا معهم في قوائمهم التي يسرت على الحكام
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253