نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 257
عمله من المقصرين في الصلاة، أو المفرطين فيها؛ فيجعل
مشروعه الدعوة إلى الصلاة، ويجعل همه في الحياة، لا وصوله إلى السلطة، وإنما وصول
البشر إلى الله، واتصالهم به، لينال أجر كل من علمه الصلاة، أو دعاه إليها، وتكون
تلك الصلاة مقدمة لتحقيق المجتمع المسلم الذي يمكنه أن يُحكم بالمشروع الإسلامي.
هذا مجرد مثال..
والأمثلة أكثر من أن تحصى.. والذي لا يستطيع أن يقوم بأي عمل، يمكنه أن يمسك لسانه
عن شغب السياسة وصراعها، ويعطي من نفسه نموذجا للمسلم المسالم المتسامح، صاحب
الأخلاق الرفيعة والعمل المتقن، ليكون نموذجا صالحا لغيره؛ فالناس لا يسمعون إلى
الكلمات بقدر ما ينظرون إلى الأفعال.
ولذلك؛ فإن
البديل لهذا الفشل الذريع الذي يقع فيه الإسلاميون كل حين هو ظهورهم بالمظهر
الحقيقي للإنسان المسلم صاحب الأخلاق العالية، والروح السامية، والأدب الرفيع، ذلك
الذي يعيش عصره، ويتعلم علومه، ويؤدي كل وظائفه الموكلة إليه بإتقان، فيكون الطبيب
المسلم، والمهندس المسلم، والمخترع المسلم، ورائد الفضاء المسلم.. ذلك الذي يمثل
النجاح في كل شيء.
حينها، وحين يرى
الناس بأعينهم كيف يؤثر الدين في أتباعه، وكيف يهذب أخلاقهم وسلوكهم، وكيف يجعلهم
مواطنين صالحين.. حينها سيطالبون هم بتحقيق الإسلام في السياسة وغيرها.. بل حينها
سيتحقق الإسلام في كل المؤسسات من دون مظاهرات ولا مسيرات ولا تهريج إعلامي، ولا
صراع مع أي جهة من الجهات.
هذه بعض البدائل
التي يمكنهم أن يعتبروها بديلا للمشروع الفاشل الذي جربوه مرات كثيرة، ويخفقون في
كل مرة في تحقيقه، ويردون اللوم على الجيوش والأنظمة في ذلك الإخفاق.
وأنا أعلم من
خلال معرفتي بهم، أو بالكثير منهم، أنهم سيقولون لي: من أنت أيها
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 257