نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 267
لعل من أسباب فوز الإمام الحسين بتلك الهدايا الجزيلة
التي كرمه الله تعالى بها، ليستحق مرتبة [سيد شباب أهل الجنة] ما أصيب به من
البلاء والمظلومية التي لم تتهيأ في التاريخ لرجل مثله.
وقد كان أول ما
ابتدئ به من بلاء انصراف الأمة عنه، وعدم خروجها معه، واكتفائها بنصحه، ورضاها
بيزيد وأصحابه من الطلقاء بديلا عنه..
ثم كانت
المظلومية العظمى بقتله وقتل أهله وتشريدهم والتنكيل بهم.. واستمر ذلك طويلا من
طرف أصحاب الملك العضوض الذين تولوا أمر الأمة، وعندما لم يظفروا به حيا، راحوا
إلى قبره يطمسونه كل حين، ليقتلوا ذكره، كما قتلوا جسده.
وبينما كان
الكثير من الساسة يفعلون ذلك، كان مثلهم وأصحابهم من الفقهاء يزرون التاريخ
ليظهروه بمظر الظالم لا المظلوم، والساعي للفتنة لا الساعي للإصلاح، حتى قال أحدهم
عنه: (إنه قتل بسيف جده)
وهكذا ظلم
الإمام الحسين من طرف بعض الموالين له ـ كما ظلم من طرف النواصب ـ وقد كان ظلم
أولي القربى أشد؛ فقد راحوا يشوهون ثورته بجرح أنفسهم، وتشويه خلقتهم، وتحويل
حياتهم من ثورة على كل أنواع الظلم والاستبداد إلى مأتم حزين يبكي فيه المظلومون
وينوحون من غير القيام بأي حركة.
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 267