نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 269
وفوق ذلك كانت أخلاقهم أبعد الأخلاق عن الإمام
الحسين.. إمام الطهارة، وتلميذ مدرسة النبوة، ذلك العارف الزاهد التقي النقي الذي
أخبر رسول الله a أنه منه، وأنه إمام
قام أو قعد.
وفوق ذلك كانت
حركة الإمام الحسين مملوءة بالتسامح والتضحية والقيم النبيلة؛ فلم يقطع رؤوسا، ولم
يشق صدورا، ولم يتكلم كلاما فاحشا بذيئا، ولم يكفر مخالفيه، ولم يعتبرهم شبيحة أو
بطلجية أو فلولا، بل كان مثالا للحركة المسالمة التي يغلب فيها الدم السيف،
والدليل على ذلك أنه خرج بأهل بيته، ولم يخرج بالجنود المجندة، ولم يسخر قطاع
الطرق، ليستفيد من بأسهم في سبيل القضاء على عدوه، بل إنه طلب من أصحابه أن يعودوا
لبيوتهم سالمين ليلقى مصيره الذي كتب له.
وفوق ذلك كله لم
يستعن الإمام الحسين لا بالروم ولا بالهند.. ولا بأي طاغوت من الطواغيت.. لا كما
يفعل المزورون لحركته، والذين مدوا أيديهم لكل طواغيت العالم، وجلبوا سلاحهم من كل
تجار الحروب.
وفوق ذلك لم
تتول الدعاية لثورة الإمام الحسين أي جهة في ذلك الحين ما عدا أخته زينب وأهل بيته
المقربين والمستضعفين من المسلمين، بينما تتولى الدعاية لمحركي الربيع العربي كل
قنوات الشر في العالم؛ فهي تنتصر لهم، وتكذب لصالحهم، وتبث الدعايات التي تزين
جرائمهم.
لذلك لم يقتصر
الدجل الذي صاحب الربيع العربي ومحركيه على تلك الدماء التي سفكت، والبيوت التي
هدمت، وإنما كان الدجل الأكبر فيه هو استعمال الدين مطية للظلم وسفك الدماء وقطع
الطرق وارتكاب الجرائم.
وبناء على هذا،
فإنه إن صح أن يكون لهذا الربيع ارتباط بالإمام الحسين، فإن المظلوم فيه هي الشعوب
التي كانت هادئة هانئة مستقرة تدرس في مدارسها، وتصلي في مساجدها،
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 269