نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 314
ليضربوا، لا
بالرصاص الملآن البسيط، وإنما بالصواريخ الذكية، وكل أنواع الأسلحة.
هم لم يلاحظوا كل تلك المليانات
التي أمروا بضربها.. ولكنهم لم يبصروا إلا ذلك المليان الذي أفتى به فضيلة المفتي،
صاحب العقل الاستراتيجي الذكي.. والذي تمنينا أن يكون جميع المفتين مثله في ذكائه
وشجاعته وصلابته في الحق.
فما العمل مع قوم احتلوا حيا من
الأحياء، ثم راحوا من خلاله يرسلون كل يوم مئات الخطابات التحريضية التي تبثها
القنوات الفضائية المغرضة.. وانتظر الجيش أن يهدأوا ويسكنوا، وأعطاهم الفرصة تلو
الفرصة، ووعظهم، وأرسل لهم المناشير التي تدعوهم إلى العودة إلى بيوتهم، وقبلها
العودة إلى عقولهم.. لكنهم رفضوا، وأصروا، واستكبروا استكبارا.
استعمل معهم كل وسائل الردع، فلم
تفلح، بل كانوا يستعملون كل ألوان الحيل، ويصورون المشاهد التي حصلت لهم، أو التي
يمثلونها، ليملؤوا الشعب حقدا على جيشهم، وينسون أنهم السبب.
فما الذي جعلهم يحتلون ذلك
الحي؟.. وما الفائدة في احتلالهم للحي؟.. وهل يمكن أن يقيموا دولة في حي؟.. وكيف تبقى للدولة سلطة ومهابة، وهي لا
تملك السيطرة على أحيائها وشوارعها؟.. وكيف تبقى للدولة سيادة بين الدول، وهي لا
تستطيع أن تردع غوغاءها، وتعيدهم إلى بيوتهم؟
لذلك كانت فتوى الشيخ ذكية جدا،
فلولاها لأصبح ذلك الحي بمرور الزمن منطقة آمنة، ثم تتحول القاهرة بعدها إلى قاهرة
شرقية، وقاهرة غربية، ثم يدب الصراع بينهما، وتتحول مصر بعدها إلى دولة فاشلة، أو
مجموعة قبائل وعشائر تتناحر وتتصارع..
لقد كنت أستمع إلى تلك الخطابات
النارية التي تبثها قناة الجزيرة المباشرة، وكانت كلها تحريضا على الجيش ومؤسسات
الدولة، وعجبت كثيرا لصبر المصريين ودولتهم على
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 314