نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86
ولذلك وقع ضحايا، ولابد أن يقع ضحايا.. لكن من
المسؤول عنهم، ومن فعل ذلك التصرف المشين الذي جعل أولئك الضحايا يسقطون.. وما
علاقة الجيش السوري بذلك، وهو لم يؤد إلا دوره في استعادة المدينة، بعد أن نشر
المنشورات، وطلب من المتمردين العودة إلى عقولهم، وإلقاء السلاح، لكنهم لم يفعلوا.
وهكذا لا زالوا
يمارسون ذلك، فالرئيس السوري ـ اقتداء بما فعله نظيره الجزائري من سياسة [الوئام
الوطني] ـ يدعو المسلحين كل حين، بأن يضعوا أسلحتهم، ويعودوا إلى حضن الوطن، وأنه
لن يحصل لهم شيء.. لكنهم يأبون، فإذا ما ضربوا بفعل تمردهم، قامت القيامة على
الجيش الذي أدى دوره كأي جيش في العالم.. وينسون أن ذلك السلاح الذي كان بيد
المتمرد والإرهابي لم يكن لعبة، بل كان سلاحا أيضا، وكان يقتل به أبناء شعبه..
وكان من الممكن أن يسقط به ذلك الجندي الذي نتهمه بالظلم.
ونفس الأمر
ينطبق على كل ما مارسته الحركة الإسلامية، وتاريخ مظلوميتها الطويل، والذي كتبت
فيه القصائد الطوال والقصص الكثيرة لتملأ عواطف الناس بالحقد على الأنظمة.
فهل كان أولئك
الحركيين مظلومين حقيقة، أم كانوا ظالمين في صورة مظلومين.. فلو أن الإخوان اكتفوا
بالدعوة إلى الله، وتربية الناس وتوعيتهم وتعليمهم.. بل حتى لو ذهبوا إلى أبعد من
ذلك، فشرحوا شمولية الإسلام لكل شؤون الحياة.. هل كانت الأنظمة ستضربهم؟
وأنا أجيب هنا
بكل بساطة: إنها لن تفعل.. لأن الكثير فعلوا ذلك، ولم يحصل لهم شيء.. بل ذهبوا
بعيدا في انتقاد الأنظمة، ولم يحصل لهم شيء.. لكن عندما تنشأ التنظيمات، ومعها
التخطيطات، ومعها المظاهرات والعصيان المدني، هنا يأتي دور السلطة لتستعيد هيبتها،
وهنا يسقط الضحايا الذين تسبب في سقوطهم عدم الوعي بما يفعلون.
نام کتاب : سورية والحرب الكونية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 86