نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 101
وسلوك السبيل إليه.
ولهذا نجد الإمام علي يذكر أن
الصراع بينه وبين الأمويين وأتباعهم وأذنابهم لم يكن صراعا سياسيا فقط، وإنما كان
صراعا مرتبطا بالقيم الروحية والإيمانية، وخصوصا الصلاة، باعتبارها المحل الذي
تجتمع فيه كل القيم الدينية.
وقد روى عنه الديلمي أنه كان
يوما في حرب صفين مشتغلا بالحرب والقتال، وهو مع ذلك بين الصفين يرقب الشمس، فقال
له ابن عباس: يا أمير المؤمنين، ما هذا الفعل؟ فقال الإمام
علي : أنظر إلى الزوال حتى نصلي، فقال له ابن عباس: وهل
هذا وقت صلاة؟! إن عندنا لشغلا بالقتال عن الصلاة، فقال الإمام
علي : (على ما نقاتلهم؟! إنما نقاتلهم على الصلاة)[1]
ولهذا كان يوصي المؤمنين وأسرته
ـ بمن فيهم الإمام الحسين ـ كل حين بالاهتمام بالشعائر التعبدية، امتثالا لتلك
الأسوة التي ذكرها الله تعالى؛ فقال: ﴿اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ
إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ
أهلهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾
[مريم: 54، 55]
ومن الأمثلة على ذلك قوله:
(تعاهدوا أمر الصّلاة، وحافظوا عليها، واستكثروا منها، وتقرّبوا بها، فإنّها
﴿كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً﴾.. ألا تسمعون إلى
جواب أهل النّار حين سئلوا: ﴿ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قالُوا لَمْ
نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ﴾.. وإنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق، وتطلقها إطلاق
الرّبق، وشبّهها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
بالحمّة تكون على باب الرّجل، فهو يغتسل منها في اليوم واللّيلة خمس مرّات، فما
عسى أن يبقى عليه من الدّرن.. وقد عرف
[1] الخصال، الصدوق، محمد بن علي،
تعليق: علي أكبر الغفاري، قم، إيران، مؤسسة النشر الاسلامي، 1403هـ، 2/505.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 101