نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106
لكن الإمام الحسين والثلة
المؤمنة الذين كانوا معه، لم يتزلزلوا، ولم يظنوا بالله ظن السوء، ولم تبلغ قلوبهم
الحناجر، بل باتوا قائمين ساجدين راكعين، وكأن تلك المجزرة الرهيبة التي لم يحصل
مثلها في التاريخ كانت تنتظرهم.
فقد ذكر المؤرخون أن الإمام
الحسين قال لأخيه أبي الفضل العباس يوم التاسع من المحرم: (ارجع إليهم؛ فإن استطعت
أن تؤخرهم إلى غد، وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره،
فهو يعلم أني كنت قد أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار)[1]
وقد ذكر بعض الرواة الذين شهدوا
تلك الليلة؛ فقال: (وبات الحسين وأصحابه تلك الليلة ولهم دوي كدوي النحل، ما بين
راكع وساجد وقائم وقاعد)[2]
وروي ابن كثير عن الإمام علي بن
الحسين قوله: (بات الحسين وأصحابه طول ليلهم يصلون ويستغفرون ويدعون ويتضرعون، وخيول
حرس عدوهم تدور من ورائهم، عليها عزرة بن قيس الأحمسي، والحسين يقرأ: ﴿
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ
لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ
مُهِينٌ (178) مَا كَانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ
عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [آل عمران: 178، 179])[3]
لكن كل هذا ـ مع أهميته الكبرى
ـ لم يكن يساوي شيئا أمام ذلك الحرص على أداء صلاة الجماعة يوم الملحمة الكبرى،
وفي ظل تلك المخاطر العظيمة التي كانت تحيط بهم، فقد روى المؤرخون أنه لما استشهد
عدد كبير من أصحاب الإمام الحسين في يوم العاشر
[3] البداية والنهاية، أبو الفداء
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، المحقق: علي شيري، دار إحياء
التراث العربي، الطبعة: الأولى 1408، هـ - 1988 م، ج 8 ص 177.
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 106