نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 139
مثل قول الإمام
السجاد في دعاء أبي حمزة: (أنا يا رب الذي لم أستحيك في الخلاء ولم أراقبك في
الملأ أنا صاحب الدواهي العظمى أنا الذي على سيده اجترا، أنا الذي عصيت جبار
السما، أنا الذي أعطيت على معاصي الدليل الرُشى، أنا الذي حين بُشرت بها خرجت
إليها أسعى، أنا الذي أمهلتني فما ارعويت وسترت عليَّ فما استحييت وعملت بالمعاصي
فتعديت)[1]
وذلك لا يعني ـ كما يتصور
القاصرون في فهم كلام الأئمة ـ أن ذلك دال على وقوعهم في الخطايا والمعاصي؛ فذلك
يستحيل على أهل بيت الطهارة، الذين جعلهم الله قدوة وأسوة للناس، وإنما يعني
شفافية أرواحهم وعظم أدبهم مع الله إلى الدرجة التي يشعرون فيها أنهم مقصرون في
حقه غاية التقصير.
وهم يطبقون بذلك ما ورد في
القرآن الكريم عن الأنبياء ، والذين اتفقت الأمة على عصمتهم، ومع ذلك نراهم
يبتهلون إلى الله، ويتضرعون إليه أن يغفر لهم.
فقد حكى الله تعالى عن نوح قوله:﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ
بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ
إِلَّا تَبَاراً﴾ (نوح:28)
وحكى عن إبراهيم قوله:﴿ رَبَّنَا
اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾
(ابراهيم:41)
وحكى عن رسول الله a قوله:﴿
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾
(البقرة:285)
بالإضافة إلى هذا المعنى الذي
دل عليه القرآن الكريم هناك معان أخرى ذكرها