responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165

الرسل فيها، بل أتيحت له من الفرص لتجلي التوكل فيه ما لم يتح لغيره؛ فقد خرج بكل ما يملك مهاجرا في سبيل الله، ومواجها لجميع الظلمة، ولم يرجع بشيء، بل بقي على أرض الطرف صريعا مذبوحا مداسا بالخيل، وكل ذلك من غير أن يضجر أو يجزع، بل اعتبر ذلك كله قربانا لله تعالى، ولذلك راح يردد ذلك الشعار العظيم: (هون علي ما نزل بي أنه بعين الله)[1]

وقد عبر الإمام الحسين عن توكله على الله تعالى بصيغ كثيرة نقتصر منها على الصيغتين التاليتين:

أ ـ أدعية الإمام الحسين والتوكل:

عند تأمل الأدعية الواردة عن الإمام الحسين ، والتي تعتبر مفتاح شخصيته، ومرآة حقيقته، نجدها ممتلئة بالكثير من المعاني الروحية العميقة المتعلقة بالتوكل على الله، وتفويض الأمر إليه، واعتباره الملجأ والمنجا.

ومن ذلك قوله في دعاء القنوت: (اللهم منك البدء ولك المشية، ولك الحول ولك القوة، وأنت الله الذي لا إله إلا أنت، جعلت قلوب أوليائك مسكنا لمشيتك، ومكمنا لارادتك، وجعلت عقولهم مناصب أوامرك ونواهيك، فأنت إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كوامن ما أبطنت فيهم، وأبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك وتدعو إليك بحقائق ما منحتهم به، وإنى لأعلم مما علمتني مما أنت المشكور على ما منه أريتني، وإليه آويتنى. اللهم وإني مع ذلك كله عائذ بك، لائذ بحولك وقوتك، راض بحكمك الذى سقته إلى في علمك، جار بحيث أجريتني، قاصد ما أممتني، غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عنى إذبه قد رضيتني، ولاقاصر بجهدي عما إليه ندبتنى،


[1] بحار الانوار 45: 46، العوالم 17: 288، اللهوف: 116.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست