responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179

الجميع، حتى الكثير ممن جاهد مع أبيه، ولم يبق معه إلا أصحاب معدودون، ومع ذلك لم يستوحش، بل كان يقول: (هوَّنَ ما نزل بي أنّه بعين الله) [1]

وقد كان في ذلك كله مصداقا لقول الإمام الصادق : (إذا تخلّى المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حبّ الله، وكان عند أهل الدنيا كأنّه قد خولط، وإنّما خالط القوم حلاوة حبّ الله، فلم يشتغلوا بغيره)[2]

وكان مصداقا لقول الإمام الباقر : (واعلم رحمك الله، أنّه لا تنال محبّة الله إلّا ببغض كثير من الناس، ولا ولايته إلّا بمعاداتهم، وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون)[3]

ولهذا نرى الخطباء في المجالس الحسينية يحاولون أن يصوروا حالته، وارتباطها بمحبة الله تعالى والأنس به؛ فيذكرون على لسانه تلك الأبيات المنسوبة لرابعة أو إبراهيم بن أدهم، والتي يقول فيها [4]:


[1] بحار الانوار 45: 46، العوالم 17: 288، اللهوف: 116.

[2] الكافي ج 2 ص 105 باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ح 10

[3] الكافي ج 8 ص 56 ح 17

[4] وهي من الأبيات التي ينسبها الكثير من الخطباء للإمام الحسين مع أنها في الحقيقة ليست له، ولكن معناها صحيح النسبة إليه، بل هو أولى الناس بها، ولذلك لا حرج على من ينسبها إليه، يقول الشيخ كاظم العبادي الناصري تعليقا على نسبة السيّد محمّد الصدر تلك الأبيات للإمام الحسني: (شاع على ألسنة الخطباء الحسينيّين هذه الأبيات، وأنّها لرابعة العدويّة وقد قالها الحسين عند مصرعه، ولا أعلم على أيّ مصدرٍ قد اعتمد هؤلاء الخطباء أو مِن أين أتى هذا الشياع؟! فقد تتبّعتُ أغلب المصادر المعتمَدة الّتي تذكر مقتل الحسين ، فلم أجد أحداً يذكر أنّ الحسين قال هذه الأبيات، أو حتّى أنّها نُسبَت إليه، ونفس الشيء بالنسبة إلى رابعة العدويّة، فأغلب المصادر التاريخيّة الّتي ذكرتها لم تذكر هذه الأبيات أو تنسبها لها)

ثم ذكر أن ابن رجب الحنبلي في كتابه (كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة: 27)، نسبها إلى إبراهيم بن أدهم، ثم قال: (وأغلب الظنّ أنّ الخطباء استعملوها مجازاً كلسان حالٍ عن الحسين.. وقد راجعتُ سماحة المؤلّف في هذه الأبيات، فقال لي أنّه سمعها شخصيّاً من أحد الخطباء الكبار، ولم يقرأها في كتاب، ولذلك لم يُسنِدها، وإنّما عبّر عنها بـ (قيل)، (انظر: أضواء على ثورة الحسين ، السيد الشهيد محمد الصدر، محقق : الشيخ كاظم العبادي الناصري، هيئة تراث السيد الشهيد الصدر(قدس) النجف الأشرف، ص102 و103.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست