وذكر القرآن الكريم كذلك موقفه
عندما طلب منه الملك المجيء إليه، فهو لم يستغل الفرصة، ويسرع بالخروج على الرغم
من كونه كان في السجن، ولفترة طويلة، وإنما راح يطلب تبرئة ساحته قبل ذلك، قال
تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ
قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي
قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: 50]
وذكرها في الآيات التي تشيد
بأهل بيت النبوة وأخلاقهم العالية، وذلك عند ذكره للأبرار الذين ﴿يُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)
إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا﴾ [الإنسان: 8
- 10]
وعند تطبيق هذه المعاني على
حياة الإمام الحسين نجدها
مملوءة بالنبل والمروءة والشهامة والهمة العالية، ولذلك لا يمكن اختصار أخلاقه في
أي مشهد من المشاهد، ذلك أنه دفع حياته الكريمة ثمنا لمروءته ونبله؛ فهو الذي قام
مع ثلة محدودة جدا في وجه أكبر قوة عاتية طاغية، لينصر المستضعفين، ويرد حقوقهم،
ولا زال إلى الآن مثالا للنبل والشهامة
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 213