نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 265
أن خذله أهل عصره.
بناء على هذا سنذكر هنا نماذج
عن بعض الصادقين الذين انتقاهم الإمام الحسين على عينه لصحبته أو لتبليغ رسائله،
والذين أدوا أدوارهم البطولية أحسن أداء.
النموذج الأول ـ مسلم بن
عقيل:
وهو
نموذج للسفير المغامر الفاني في من أرسله، مع علمه بالأخطار الشديدة التي تنتظره،
ولكنه مع ذلك لم يبال، ولم يحسب حسابات الربح والخسارة التي حسبها المتخاذلون،
لسبب بسيط، وهو علمه أن الإمام الحسين إمام
منصب من الله تعالى، وأنه لا يفعل شيئا من عنده، وأن كل ما يفعله عهد عُهد به
إليه.
ولهذا
راح إلى الكوفة، واستعمل كل الوسائل ليطبق التعليمات التي وكلت إليه بكل دقة إلى
أن شرف بأن يكون أول شهداء تلك الملحمة؛ فنال حظه من الشرف العظيم الذي لا يدانيه
شرف، والذي أشار إليه رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في بعض نبوءاته، فقد ورد في الحديث عن رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه أجاب الإمام
علي عندما سأله عن سر حبه لعقيل بن أبي طالب، فقال: (إي
والله! إني لأحبه حبين، حباً له، وحباً لحبِّ أبي طالب له، وإن ولده لمقتول في
محبة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون)، ثم بكى (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، وقال: (إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من
بعدي)[1]
وقد
شهد له جميع المؤرخين بالشجاعة والصدق والثبات وكل صفات النبل التي اجتمعت في
أصحاب الإمام الحسين ، فقد
قال عنه الدينوري واصفا شجاعته: (وخرج ولد عقيل مع الحسين بن عليّ بن أبي طالب،
فقتل منهم تسعة نفر. وكان مسلم بن عقيل