responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269

استشهد في التاسع من ذي الحجة يوم عرفة، ونصب ابن زياد رأسه على الخشب بالكوفة وهو أول رأس نصب في الإسلام [1].

وقد شاء الله كذلك أن يبقى قبره منارة للعاشقين والمحبين والموالين لآل بيت النبوة ، يزورونه ويذكرونه ويتبركون به كل حين، في نفس الوقت الذي يلعنون فيه الظلمة، ويتبرؤون منهم.

ومن الزيارات المتوارثة التي لا يزال زواره يرددونها عند قبره الشريف: (سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح عليك يا مسلم بن عقيل، أشهد لك بالتسليم ولتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المهتضم، فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين، وعن فاطمة، والحسن، والحسين أفضل الجزاء، بما صبرت واحتسبت وأعنت فنعم عقبى الدار، فلعن الله من خذلك وغشك، اشهد أنك قتلت مظلوما، وأن الله منجز لكم ما وعدكم، جئتك يا عبد الله وافدا إليكم وقلبي مسلم لكم، وأنا لكم تابع، ونصرتي لكم معدة حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني بكم وبآبائكم من المؤمنين وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، قتل الله أمة قتلتكم بالأيدي والالسن)[2]

إلى آخر الزيارة التي يعبر فيها المؤمنون عن مدى اعترافهم بفضل مسلم بن عقيل، وهي زيارة يتذكر فيها المؤمنون تلك التضحية العظيمة التي قدمها مسلم، لينهل منها، ويستفيد، ويوطن نفسه على أن يقف نفس المواقف.

الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل، ص: 270

النموذج الثاني ـ أبو الفضل العباس:

الملقّب بقمر بني هاشم، وهو نموذج للأخ البطل المواسي لأخيه في أحلك الظروف، وهو الذي شهد له المؤرخون أنه (صاحب المنزلة التي يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة، ونافذ البصيرة، وصلب الإيمان، والعبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين ) [3]

وقد كان في واقعة كربلاء صاحب لواء أخيه الحسين، وكان له الفضل في كسر الحصار يومي السابع والعاشر من محرم بعد أن حُرِم المخيّم من شرب نهر الفرات، فتمكّن من جلب الماء لمعسكر الحسين في المحاولة الأولى فلقّب بالسقّاء، واستشهد في طريق عودته من المحاولة الثانية، وهو يأبى أن يشرب دون الحسين ومخيّمه، فقطعت يداه.

ومن مواقفه الشجاعة فيها أنه لما جاء شمر بن ذي الجوشن بكتاب الأمان عصر التاسع من المحرم ونادى: (أين بنو أختنا؟ أين العباس وإخوته؟)، فأعرضوا عنه، فقال الحسين: (أجيبوه ولو كان فاسقا)، قالوا: (ما شأنك؟ وما تريد؟)، قال: (يا بني أختي، أنتم آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين، وألزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد)، فقال له العباس: (تبت يداك ولعن ما جئت به من أمانك يا عدو الله! أتامرنا أن نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة ، وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء؟! أتؤمننا وابن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) لا أمان له؟!)[4]


[1] الإرشاد، المفيد، ج 2، ص 66، أعيان الشيعة، الأميني، ج 1، ص 614.

[2] فضل الكوفة ومساجدها، محمد بن جعفر المشهدي، دار المرتضى – بيروت، (ص: 66)

[3] الأمين، أعيان الشيعة، ص 429. القمي، نفس المهموم، ص 285.

[4] كتاب الفتوح، الكوفي، أحمد بن أعثم، تحقيق: علي شيري، بيروت ، لبنان، الناشر: دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع، 1411 هـ، ج5، ص94. الحائري، معالي السبطين، محمّد مهديّ الحائريّ المازندرانيّ، قم، منشورات الشريف الرضيّ، ج1، ص433. أبي مخنف، وقعة الطفّ، لوط بن يحيى الأزديّ، (أبو مخنف) تحقيق محمّد هادي اليوسفيّ، قم، انتشارات جامعة المدرّسين، 1367ش، ص 219-220.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست