نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 276
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فيسقيك بكأسه الأوفى
شربة لا تظمأ بعدها)[1]
وروي
أنه في احتضاره، وقبل أن يستشهد راح يقول مخاطبا أباه: (يا أبتاهُ هذا جَدّي رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قد سَقاني بكأسه الأوفى
شِرْبةً لا أظمأ بعدها أبداً وهو يقولُ العَجَل العَجَل فإنّ لك كأساً مذخورة)، ثم
فاضت روحه الطاهرة [2].
وروي
أن الإمام الحسين وقف عليه، ووضع خدّه على
خدّه، وهو يقول: (قَتَل اللهُ قَوْماً قتلوك ما أجْرأهُم على الرّحمن وعلى انتهاك
حُرْمَةِ الرّسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم))، ثمّ قال: (على الدّنيا بَعْدَك العَفَا)[3]،
وروي
أنه أخذ بكفه من دمه، ورمى به نحو السماء فلم يسقط منه قطرة [4]،
وإلى ذلك الإشارة بما ورد في زيارة الإمام الصادق ،
والتي يقول فيها: (بأبي أنت وأمّي، دمك المرتقى به إلى حبيب الله، بأبي أنت وأمّي
من مقدّم بين يدي أبيك يحتسبك، ويبكي عليك محترقاً عليك قلبه، يرفع دمك إلى عنان
السماء لا يرجع منه قطرة)[5]
النموذج الرابع ـ حبيب بن
مظاهر:
وهو نموذج العابد المجاهد
الصادق، وهو من أشهر أصحاب الإمام الحسين ، وكان من السبعين رجلا الذين نصروه في
كربلاء وصبروا على البلاء حتى قتلوا معه، وكان عابداً ورعا تقيا ومراعيا لحدود
الله تعالى، حافظا للقرآن الكريم، وكان يختمه في كل ليلة من بعد