نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300
المؤمنين لا تبرد أبدا، ثمّ قال
: بأبي قتيل كلّ عبرة، قيل: وما قتيل كلّ عبرة يابن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن
إلّا بكى)[1]
وهكذا
تناقل هذه السنة والعمل بها جميع أئمة أهل البيت ابتداء
من الإمام علي نفسه، فقد روى الإمام
الصادق عنه أنه: (نظر إلى الحسين؛ فقال: (يا عبرة كلّ مؤمن)، فقال: (أنا يا أبتاه؟)
فقال: (نعم، يا بنيّ)[2]
وقال:
(إنّ الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض فاختارنا، واختار لنا شيعة ينصروننا،
ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا، أولئك منّا وإلينا)[3]
وقال: (كلّ
عين يوم القيامة باكية وكلّ عين يوم القيامة ساهرة، إلّا عين من اختصّه الله
بكرامته، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّد )[4]
وهكذا روى هذه السنة الإمام
الحسين نفسه، والذي كان يعلم جيد المصير الذي يصير إليه بكل دقة ووضوح؛ فقد قال: (ما
من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة، إلا بوأه الله بها الجنة حقبا)[5]،
وقال مبشرا من يتشرفون بالبكاء عليه: (أنا قتيل العبرة، قتلت مكروبا، وحقيق على
الله أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله إلى أهله مسرورا)[6]
وهكذا روى هذه السنة وطبقها في
حياته الإمام السجاد ، فقد روي عنه قوله: (أيّما
مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن عليّ دمعة حتّى تسيل على خدّه، بوّأه الله بها في
الجنّة غرفا يسكنها أحقابا، وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتّى تسيل على خدّه فينا لأذى
مسّنا من عدوّنا