responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48

صفات المخلوقين؛ فوقعوا في كل ما وقعت فيه الديانات المحرفة من التشبيه والتجسيم.

وقد أشار إلى بعض مظاهر هذه الظاهرة ومصدرها الإمام الباقر حين قال ـ مخاطبا جابر بن يزيد الجعفي: (يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله عز وجل، يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك وتعالى أن نتخذه مصلى، يا جابر إن الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه، تعالى عن صفة الواصفين، وجل عن أوهام المتوهمين، واحتجب عن أعين الناظرين، لا يزول مع الزائلين، ولا يأفل مع الأفلين، ليس كمثله شئ وهو السميع العليم)[1]

وليس مقصود الإمام الباقر بأهل الشام المنطقة الجغرافية فقط، بل المقصود منها تلك الرعاية الأموية للمشبهة والمجسمة، والذين أتيحت لهم كل المنابر العلمية والإعلامية والروائية، حتى صاروا مصدرا للتفسير والحديث والفقه والعقائد وكل العلوم الدينية.

بناء على هذا سنحاول هنا باختصار بيان بعض مقتضيات هذه القيمة الإيمانية من خلال النصوص التي أوردناها عن الإمام الحسين ، وهي أربع مقتضيات كبرى:

أ ـ تنزيه الله عن الجهة والمكان:

وهو التنزيه الذي أشار إليه الإمام الحسين بقوله: (هو في الأشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه، ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها)، وقوله: (قربه كرامته، وبعده إهانته)، وقوله: (هو قريب غير ملتصق، وبعيد غير منتقص)، وقوله: (لا تتداوله الأمور، ولا تجري عليه الأحوال، ولا تنزل عليه الأحداث)، وقوله: (ليس عن الدهر قدمه، ولا بالناحية


[1] الصدوق في التوحيد: 179، تفسير العياشي، العياشي، محمد بن مسعود، تحقيق: السيد هاشم الرسولي، طهران، إيران، طبع ونشر السيد محمود الكتابجي وأولاده، د.ت (1/59)، وبحار الأنوار: 102/ 270.

نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست