نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56
وقد عبر الإمام الحسين عن هذا
المعنى بعبارة جامعة مختصر؛ فقال: (قربه كرامته، وبعده إهانته) [1]
وهي العبارة التي أعاد صياغتها
بعد ذلك كل المنزهة، ومن جميع المدارس الإسلامية، حيث قال الشيخ عبد الغني
النابلسي موضحا معنى القرب الإلهي: (إن قرب الكائنات منه تعالى قرب أثر من مؤثر،
وقرب معلوم من عالم به لا يعزب عن علمه شيء، وبعد الكائنات منه تعالى عدم مناسبتها
له وعدم مشابهتها له ولا بوجه من الوجوه)[2]
وقال
الشيخ أحمد زروق: (قرب المسافات والنسب والمداناة: وهو قرب
الأجسام، وسائر المحدثات، فلا يليق بالحق سبحانه، ولا يجوز عليه)[3]
وقال الغزالي: (القرب منه ليس
بالمكان، وإنما هو باكتساب الكمال على حسب الإمكان. وأن كمال النفس بالعلم والعمل،
والاطلاع على حقائق الأمور، مع حسن الأخلاق)[4]
وقال ابن عطاء الله: (ما احتجب
الحق عن العباد إلا بعظيم ظهوره، ولا منع الأبصار أن تشهده إلا قهارية نوره فعظيم
القرب هو الذي غيب عنك شهود القرب)[5]
وغيرها من التقريرات التي تعبر
عن تنزيه الله تعالى عن الجسمية وكل مقتضياتها،
[2] شرح ديوان ابن الفارض، بدر الدين حسن البوريني، وعبد
الغني بن إسماعيل النابلسي، جمعه : رشيد بن غالب اللبناني، دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة
الأولى - 2003م، ج 1 ص 228 .
[3] شرح الحكم العطائية، الشيخ أحمد زروق، دار ابن حزم،
بيروت، لبنان، ص 319 0
[4] ميزان العمل، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي،
حققه وقدم له: الدكتور سليمان دنيا، دار المعارف، مصر، الطبعة: الأولى، 1964 هـ، ص
293 .
[5] لطائف المنن في مناقب سيدي الشيخ أبي العباس المرسي
وشيخه الشيخ أبي الحسن، أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء الله السكندرى،
المكتبة الأزهرية، ج 1 ص 44 .
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 56