نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 143
يذكرون الله فيه،
إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة)([237])
ومنها ورود النصوص
الخاصة بدليل جواز مثل هذا أو استحبابه، كقوله a: (عليك بتقوى
الله ما استطعت، واذكر الله عند كل شجر وحجر)([238])، والمراد من
الإطلاق تعميم الزمان والمكان.. ومثل ذلك ما روي أنه a (كان يذكر الله
على كل أحيانه) ([239])
ومنها أن الأحكام
الشرعية لا يرجع فيها للاشمئزار أو للرضى، وإنما يرجع فيها إلى المصادر الشرعية، وقد
قال له في ذلك: (و على فرض أن
تشمئز منه بعض النفوس غير المتعودة على استماع الأذكار، فالواجب على المصنف إذا
أراد الحكم على غيره، أن لا يحكم إلا بما يراه حكما عند الله ورسوله a، لا بما يختاره هو بطبيعته، ويستحسنه في نظره،
وغير خاف أن كون الإنسان قد يستحسن شيئا ويستقبحه غيره، ولهذا كان الواجب علينا أن
لا نرجع للاستحسانات، ونكتفي باختيارات دون اختيارات الشرع لنا، وإذًا فالواجب على
من يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يقف عند النصوص الشرعية، ويعمل بمقتضاها، بدون ما
يختار من عند نفسه شيئا إلا ما اختاره الله له، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ
لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾ [الأحزاب: 36]([240])
وهكذا راح يجيب على الإشكالات
التي أوردها المخالفون، والتي ذكرت لك بعضها، ومنها اعتبارهم أنه لا
يؤلف جملة مفيدة تامة يحسن السكوت عليها، كقولنا (الله
[237] أبو داود سليمان بن الأشعث
السِّجِسْتاني، سنن أبي داود، المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر، (4/
264)
[238] قال في مجمع الزوائد: (رواه الطبراني
وإسناده حسن) (انظر: الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، مجمع الزوائد
ومنبع الفوائد، دار الفكر، بيروت، طبعة 1412 هـ، الموافق 1992 ميلادي، (10/ 15)