نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 202
القيامة
ويوم الفاقة إليك، إنك على كل شيء قديرٌ وهو عليك يسيرٌ)
الاستغفار والتزكية:
أما الاستغفار ـ أيها المريد الصادق ـ فهو مثل الإنابة، له مراتب مختلفة
بحسب المحل الذي تحل فيه النفس.. وأرقى تلك المراتب وأشرفها المرتبة التي وصف الله
تعالى بها خيرة عباده الذين لا سلطان للشيطان أو الأهواء عليهم.. ولكنهم مع ذلك
يستغفرون الله، لا لذنوب اقترفوها، أو خطايا اقترفوها، وإنما لمعرفتهم بعظمة ربهم،
وأنه لا يمكن لأحد أن يقدر على طاعته حق الطاعة، أو شكره حق الشكر؛ فلهذا يلجؤون
إلى الاستغفار معترفين بالتقصير في حق الله.
وقد
وصف الله تعالى بذلك الربانيين من الأنبياء عليهم السلام وأصحابهم وورثتهم، فقال:﴿وَكَأَيِّنْ
مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا
أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ الله وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَالله يُحِبُّ
الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا
وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 146، 147]، ثم ذكر
الجزاء العظيم المعد لهم بسبب قولهم هذا، فقال: ﴿فَآتَاهُمُ الله ثَوَابَ
الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾
[آل عمران: 148]