نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 431
به،
ويشعر بالسعادة أثناء أدائه.
أما
من عداه، ممن لم تتهذب نفسه، ولم تتأدب؛ فإنه يحتاج إلى مجاهدتها إلى أن تستقيم
حالها، وتتعود على السلوك الصحيح، وحينها ترتفع الكلفة، ويصبح ما كان شاقا أمرا
يسيرا سهلا لا حرج فيه.
ولذلك
جمع الله تعالى بين المجاهدة ورفع الحرج، فقال: ﴿وَجَاهِدُوا فِي الله
حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ
حَرَجٍ﴾ [الحج: 78]
ذلك
أن رفع الحرج، لا يعني اتباع الأهواء، أو ترك النفس وشهواتها ورعوناتها، وإنما
يعني عدم مقاومة الفطرة الأصلية، أما ما استجد عليها، وأفسدها؛ فإنه لا يمكن أن
يهتدي الإنسان، ولا أن يسير في درب الصالحين ما لم يقاوم ذلك، ويجاهده إلى أن يصبح
طبيعة فيه.
وأنت
ترى ذلك ـ أيها المريد الصادق ـ في كل شيء.. فصاحب العضلات الضعيفة، يحتاج إلى
رياضات شديدة حتى يقوي عضلاته.. والذي يريد أن يكسب مالا كثيرا يحتاج إلى جهود
تتوافق مع همته.. والذي يريد أن يصير عالما أو باحثا يصل الليل بالنهار إلى أن
يحقق ما تهفو إليه نفسه..
وهكذا
الأمر بالنسبة للتزكية والترقية؛ فإنه لا يمكن أن ينالهما إلا من جاهد نفسه، ولم
يتبع أهواءه، وإنما استعمل كل الطرق المشروعة حتى يتحقق بالمثل العليا، وحتى ترتقي
نفسه إلى تلك المراتب الرفيعة التي وصل إليها أصحاب النفوس المطمئنة.
ولذلك
ورد في الحديث التعبير عن جهاد النفس بكونه الجهاد الأكبر، فقد روي أن رسول الله a بعث سريَّة، فلما رجعوا قال:
(مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقي عليهم الجهاد الأكبر)، قيل: يا رسول وما
الجهاد الأكبر؟ قال: (جهاد النفس)، ثم قال: (أفضل
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 431