نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 456
الشيطان من أي جهة.
أما
الدليل على ذلك من النصوص المقدسة؛ فيشير إليها ما ورد من الأحاديث في الدعوة إلى
الواجبات المرتبطة بكل يوم، وكأنها تدعو المؤمنين إلى شرطها على أنفسهم، وإلزامهم
بها، كما يلزمونها بالصلوات اليومية.
ومن
تلك الأحاديث قوله a: (على
كلّ نفس في كلّ يوم طلعت فيه الشّمس صدقة منه على نفسه)، قيل: يا رسول الله، من
أين نتصدّق وليس لنا أموال؟ فقال: (إنّ من أبواب الصّدقة التكبير، وسبحان الله
والحمد لله واستغفر الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتعزل الشّوكة عن طريق
النّاس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الأصمّ والأبكم حتّى يفقه، وتدلّ
المستدلّ على حاجته قد علمت مكانها، وتسعى بشدّة ساقيك إلى اللهفان المستغيث،
وترفع بشدّة ذراعيك مع الضّعيف. كلّ ذلك من أبواب الصّدقة منك على نفسك) ([972])
وفي
حديث آخر قال a: (كلّ سلامى من النّاس عليه صدقة، كلّ يوم تطلع فيه الشّمس.. تعدل
بين الاثنين صدقة، وتعين الرّجل في دابّته فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه
صدقة، والكلمة الطّيّبة صدقة، وكلّ خطوة تمشيها إلى الصّلاة صدقة، وتميط الأذى عن
الطّريق صدقة) ([973])
وفي
حديث آخر قال a: (على كلّ مسلم صدقة)، فقالوا: يا نبيّ
الله فمن لم يجد؟. قال: (يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدّق)، قالوا: فإن لم يجد؟ قال:
(يعين ذا الحاجة الملهوف)،