responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 472

لأشدّهما حبا، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا لبثا لا يريدان بذلك إلا وجه الله تعالى، قيل لهما: غُفر لكما، فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا عنهما، فإنّ لهما سرا قد ستره الله عليهما)، فقال الرجل: (جعلت فداك.. فلا تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه) وقد قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: 18]، فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته، وقال: (إن كانت الحفظة لا تسمعه ولا تكتبه فقد سمعه عالم السرّ وأخفى، يا إسحاق.. خف الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن شككت أنه يراك فقد كفرت، وإن أيقنت أنه يراك ثم بارزته بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك)([1002])

وقرب الإمام الكاظم كيفية تعرف الملائكة عليهم السلام على هم العبد بالطاعة أو المعصية، فقال: (إنّ العبد إذا همّ بالحسنة خرج نفَسه طيب الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم.. فإنه قد همّ بالحسنة، فإذا فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، فأثبتها له، وإذا همّ بالسيئة خرج نفسه منتن الريح، فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف.. فإنه قد همّ بالسيئة، فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، فأثبتها عليه)([1003])

ومما يعين على المراقبة أيضا استشعار ما ورد في قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 105].. فهذه الآية الكريمة تصور الواقع بكل دقة.. فنحن والخلق جميعا جالسون على خشبة المسرح.. وكل من ذكرهم الله تعالى يشاهدنا ويرانا.. ونحن مخيرون بأن نرضي الله ورسوله والمؤمنين، حين نؤدي أجمل الأدوار، أو أن نكتفي برؤية أولئك الأصدقاء الذين نخشى أن نخسرهم، فلذلك نضحي بالحقيقة في


[1002] بحار الأنوار: 5/324، وكتاب قضاء الحقوق، ثواب الأعمال، الكشي.

[1003] الكافي 2/429.

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 472
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست