responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 596

فحنّت إليها واغترّت بها، وباتت معها في مربضها، فلمّا أن ساق الرّاعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيّرة تطلب راعيها وقطيعها، فبصرت بغنم مع راعيها فحنّت إليها، واغترّت بها، فصاح بها الرّاعي الحقي براعيك وقطيعك فإنّك تائهة متحيّرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة متحيّرة نادّة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها ويردّها، فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وكذلك والله من أصبح من هذه الامّة لا إمام له من الله عزّ وجلّ ظاهرا عادلا أصبح ضالاّ تائها)([1199])

ولذلك، احذر ـ أيها المريد الصادق ـ أن تكون تابعا لكل ما يذكرونه في هذه الجوانب، وخاصة تلك التي يدعون فيها إلى التبعية المطلقة للشيخ حتى لو انحرف، وعدم تجويز الإنكار عليه.. فكل ذلك مخالف للشريعة، وهو نفس ما حصل للأديان التي حرفت، والتي تحول فيها رجال الدنيا إلى معصومين لا ينتقدون، ولا ينصحون، ولا يسددون.

ولكن ذلك لا يعني ـ أيها المريد الصادق ـ عدم أهمية الشيخ المربي، إن توفرت فيه شروط التربية؛ بل هو مثل الأستاذ ـ إن كان عالما وصالحا ـ فإنه سيختصر لك الكثير من الجهد.. لكنه إن كان جاهلا ومنحرفا، فسيضلك، ويعديك بانحرافه وجهله.

لذلك إن أردت أن تحتاط في هذا الجانب؛ فعليك أن تنظر في أمرين:

أولهما: أن تعرف حدود دور الشيخ المربي، وأنها لا تتجاوز نقل تجربته في التهذيب والتزكية إليك، وأنه ليس معصوما، وأنك لست ملزما باتباعه جميع حياتك.. بل قد تستفيد منه في نفس الوقت الذي تستفيد من غيره.. فإن رأيت نفسك قد استغنت عنه؛ فيمكنك تركه، مثلما تترك أستاذك الذي علمك وأدبك بعد أن ينتهي دوره، مع بقاء احترامك له.

ثانيهما: أن تعرف أهلية المرشد الذي تريد أن تتخذه أستاذا لنفسك، وهل هو صالح


[1199] الكافي ج 1 ص 375.

نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 596
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست