نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68
الجاهلية.. لتقول لهم: إن الله أكبر من
أنسابكم وأحسابكم وجاهكم.. وعند الله يتساوى الجميع.. والكل عند الله صغير..
والمُكرم عند الله هو التقي الصالح، لا صاحب المال، ولا صاحب السلطان، ولا صاحب
الجاه العريض، والحسب والنسب.
وهي
شعار في وجه أباطرة المال، والمستبدين في الاقتصاد، والمحتكرين للسلع، والغاشين
للمحتقرين المظلومين، لتقول لهم: إن الله أكبر من أموالكم وخزائنكم.. وهي لا تساوي
جناح بعوضة من خزائنه.. فارجعوا إلى أنفسكم، وتوبوا إلى ربكم، وارحموا المستضعفين
قبل أن تخرجوا من الدنيا، كما جئتم إليها، لا تملكون شيئا، ويظل الملك لله وحده.
وهي
شعار في وجه أباطرة الفن والثقافة الذين يخربون المجتمعات باسم الإبداع والجمال..
لتقول لهم: إن الله أكبر وأعظم مبدع، ولا إبداع إلا منه، ولا إبداع ولا فن إلا
بصحبته، وفي ظل القيم النبيلة التي أمر بها.
وهكذا..
فإن التكبير والتهليل ـ أيها المريد الصادق ـ شعار يسري في عالم النفس كما يسري في
عالم المجتمع، لينزع عن الإنسان ذله وهوانه، وليملأه بالشجاعة والجرأة، ليقول كلمة
الحق في وجه كل الظلمة، من دون خوف ولا وجل، وكيف يخاف، والله هو الأكبر، وهو
الأوحد؟
وهو
شعار يتحول إلى ماء طهور يغسل عن النفس جميع مثالبها وأدرانها، وهل يمكن لأي مثلب
أو ذنب كبيرا كان أو صغيرا أن يقف مع توحيد الله وتكبيره؟
وهل
يمكن لأي نفس أن تمتلئ عجبا، وهي ترى عظمة الله وكبرياءه وجبروته؟
وهل
يمكن أن تغتر، وهي تعلم أن قوانين الله تعالى جادة دقيقة صارمة، لا يمكن لأحد مهما
كان أن يتجاوزها؟
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 68