نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 70
أما
التكبير، وهو قول [الله أكبر] بصيغها المختلفة؛ فقد ورد الحث عليه في أوائل ما نزل
من القرآن الكريم، فقد ورد في سورة المدثر، وهي من أوائل سور القرآن الكريم، قوله
تعالى: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ [المدثر: 3]، وقد قرنها بالأمر
بالإنذار، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ﴾
[المدثر: 1، 2]، ليبين من خلالها أنه لا يمكن أن يقوى أحد أو يصدق في الدعوة إلى
ربه، من دون أن يكون مزودا بهذه المعرفة الجليلة معرفة عظم الله وكبره، حتى يصغر
أمامه كل شيء.
وهكذا
ورد في سورة الإسراء قوله تعالى: ﴿وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا﴾
[الإسراء: 111] بعد آيات كثيرة تبين المعاناة العظيمة التي عاناها رسول الله a مع تلك
القلوب القاسية التي كانت تخاطبه بقوله: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى
تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ
نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91) أَوْ
تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِالله
وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ
تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا
كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾ [الإسراء: 90 - 93]
وهكذا
يقرن القرآن الكريم بين وصف الله تعالى نفسه بالكبر والعلو مع وصف الأصنام التي
تعبد من دون الله بالضعف والهوان، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ
الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ الله هُوَ
الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62]، وقال: ﴿ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ
إِذَا دُعِيَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا
فَالْحُكْمُ لله الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ [غافر: 12]
وقد
كان من حكمة الله تعالى أن تكون الصيغة الدالة على كبر الله وجلاله وعظمته، على
وزن أفعل التفضيل من غير تحديد للمفضول، وذلك حتى يدخل كل شيء ما يعقل وما لا
يعقل..
بل
قد ورد عن الإمام الصادق النهي عن تحديد أي شيء للدلالة على أكبرية الله
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 70