واعتبرها
كلمة الحق كما في قوله تعالى: ﴿إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ﴾ (الزخرف: 86).
واعتبرها
كلمة التقوى، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى
وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا﴾ (الفتح: 26).
واعتبرها
القول الثابت، كما في قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾
(إبراهيم: 27).
واعتبرها
الكلمة الطيبة، كما في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَى كَيْفَ ضَرَبَ الله
مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ﴾ (إبراهيم: 24)
وهذه
الآية الكريمة تشير إلى الآثار التي يحدثها ذكر الله تعالى في النفس؛ فالله تعالى
شبه كلمة التوحيد بالنخلة، لأنها لا تنبت في كل أرض، وكذلك كلمة التوحيد لا تستقر
في كل قلب، بل في قلب المؤمن فقط.. والنخلة عرقها ثابت بالأرض، وفرعها مرتفع، وكذلك
كلمة التوحيد أصلُها ثابت في قلب المؤمن، فإذا تكلم بها وعمل بمقتضاها عرجت به في
سموات المكارم والقيم الرفيعة، كما قال تعالى: ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (فاطر: 10).. والنخلة
تؤتي ثمرها كل حين، وكذلك عمل المؤمن يصعد به ويرتقي كل حين.
ولهذا
كله كانت المحور الأعظم الذي تدور حوله دعوة الرسل عليهم السلام، كما قال تعالى: ﴿وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ
إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ (الأنبياء: 25)
وأخبر
أنهم جميعا دعوا إليها، فكلهم قال لقومه﴿اعْبُدُوا الله مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾
نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 80