واعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ أن الإدمان على العلم والذكر هو الذي يحميك من ذلك الشك
الذي يعتري الغافلين الجاهلين، ولهذا وصف الله تعالى المؤمنين باليقين، وعدم
الارتياب والشك، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾
(البقرة: 4)، وقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله
وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ (الحجرات: 15)
وذم
المنافقين، ورماهم بالشك والريب والتردد لعدم سعيهم للتحقق بما يتطلبه اليقين من
مجاهدات، قال تعالى: ﴿وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ
يَتَرَدَّدُونَ﴾ (التوبة: 45)
ولهذا
شرط رسول الله a لنجاة الموحدين اليقين، فقال: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني
رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة) ([135])
واعلم
ـ أيها المريد الصادق ـ أن من علامات التوحيد الحقيقي التسليم المطلق لله، وفي كل
الشؤون؛ فالله رب العالمين، ورب كل شيء ومليكه، وقد قال تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾ (البقرة:
208)، وقال: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله
وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾
(الأحزاب: 36)
ومن
علامات الموحد الإنابة إلى الله، والإسلام له، وعدم التعقب على شيء من أحكامه، قال
تعالى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ﴾ (الزمر:
54)، وقال ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ
مُحْسِنٌ﴾ (النساء: 125)، وقال: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله