ومن
تلك الأوقات ما حدده الله تعالى مواقيت للصلاة، كما قال تعالى: ﴿فَسُبْحَانَ
الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [الروم: 17،
18]، وهي تشبه مواقيت الصلاة الواردة في قوله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ
لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ
الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78]، وكأن التسبيح يهيئ النفس
للصلاة، أو يجعلها أكثر قابلية لآثارها.
وهكذا
نرى اهتمام النصوص المقدسة بصيغ التسبيح، والذي تكفلت به الكثير من الأحاديث
النبوية مع بيان أعدادها والجزاء المرتبط بها، ليكون في ذلك الترغيب الشديد في
المداومة عليها.
ومن
تلك الصيغ [سبحان
الله]، أو [سبحان ربي]، وهي من الصيغ المختصرة التي لا ترهق من يريد حفظها أو
تكرارها وترديدها، وقد روي في فضلها أن رسول الله a سأل أصحابه: (أيعجز أحدكم أن
يكسب، كل يوم ألف حسنة؟)، فقالوا: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: (يسبح مائة
تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة) ([156])
ومنها
[سبحان الله وبحمده]، ومما ورد في فضلها قوله a: (من قال: سبحان الله وبحمده، في
يوم مائة مرة، حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر)([157])
وقال
في حديث آخر: (من قال: حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، لم يأت
أحدٌ يوم القيامة، بأفضل مما جاء به، إلا أحدٌ قال مثل ما قال أو زاد عليه)([158])