نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 145
وقسّم آخر المؤمنين في فرحهم بالطاعة ـ بحسب درجاتهم ـ إلى ثلاثة أقسام:
أولها أولئك الذين (فرحوا بها لما يرجون عليها من النعيم ويدفعون بها من عذابه
الأليم، فهم يرون صدورها من أنفسهم لأنفسهم لم يتبرؤوا فيها من حولهم وقوتهم، وهم
من أهل قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ [الفاتحة: 5])([195])
والقسم الثاني، أولئك
الذين (فرحوا بها من حيث إنها عنوان الرضا والقبول، وسبب في القرب والوصول، فهي
هدايا من الملك الكريم، ومطايا تحملهم إلى حضرة النعيم، لا يرون لأنفسهم تركا ولا
فعلا ولا قوة ولا حولا، يرون أنهم محمولون بالقدرة الأزلية مصروفون عن المشيئة
الأصلية وهم من أهل قوله تعالى: ﴿وإِيَّاكَ
نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]. فأهل القسم الأول: عبادتهم للّه.
وأهل القسم الثاني: عبادتهم باللّه وبقدرة اللّه، وبينهما فرق كبير)
والقسم الثالث، أولئك
الذين كان (فرحهم باللّه دون شي ء سواه، فانون عن أنفسهم باقون بربهم، فإن ظهرت منهم
طاعة فالمنة للّه، وإن ظهرت منهم معصية اعتذروا للّه أدبا مع اللّه، لا ينقص فرحهم
إن ظهرت منهم زلة، ولا يزيد إن ظهرت منهم طاعة أو يقظة؛ لأنهم باللّه وللّه، من
أهل لا حول ولا قوة إلا باللّه، وهم العارفون باللّه)
وقال بعض المشايخ
مخاطبا مريدا له: (إن ظهرت منك أيها المريد طاعة أو إحسان فلا تفرح بها من حيث
إنها برزت منك فتكون مشركا بربك، فإن اللّه تعالى غني عنك وعن طاعتك، وغنى عن أن
يحتاج إلى من يطيعه سواه، قال اللّه تعالى: ﴿ومَنْ
جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ الله لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ﴾ [العنكبوت: 6]، وقال a حاكيا عن
ربه عز وجلّ: (يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب
رجل واحد، ما زاد