نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 150
عدم تنزل فضله وتوفيقه، واتهم نفسك في عدم استعدادها لتنزله.. ففضل الله
أعظم من أن يبخل به على من وفر لنفسه الأهلية له.
وقد روي أن الله تعالى أوحى إلى
داود عليه السلام: (ما اعتصم بي عبد من عبادي دون أحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته
ثمّ تكيده السماوات والأرض ومن فيهنّ، إلاّ جعلت له المخرج من بينهنّ، وما اعتصم
عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته، إلاّ قطعت أسباب السماوات من يديه
وأسخت الأرض من تحته، ولم أبال بأيّ واد هلك)([201])
ويروى عن لقمان عليه
السلام أنه قال لابنه: (يا بنيّ.. ثق بالله عزّ وجلّ، ثم سل في الناس: هل من أحد
وثق بالله فلم ينجه؟.. يا بنيّ..توكل على الله، ثم سل في الناس: من ذا الذي توكل
على الله فلم يكفه؟.. يا بني.. أحسن الظن بالله ثم سل في الناس: من ذا الذي أحسن
الظن بالله فلم يكن عند حُسْن ظنّه به)([202])
فالشأن ليس في فضل الله تعالى وتوفيقه، فهو مهيأ يسير سهل، ولكن الشأن في
الذي يُقبلون عليه، ويقبلون به، ولا تستكبر نفوسهم أن تناله.. فالله عزيز، ولا
يعطي فضله لمن رغب عنه، أو تكبر عليه.