نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300
وعدم استعمالها.
إذا عرفت هذا ـ أيها
المريد الصادق ـ فاعلم أن الكائنات جميعا، وإن كانت مزودة بالأرواح الخاصة بها،
والتي تتيح لها أداء وظائفها، إلا أنها تختلف في القدرات المتاحة لتلك الأرواح،
مثلما نراه في الدنيا من الأجهزة المختلفة، والتي تختلف قيمتها بحسب الأوامر التي
يتاح لها تنفيذها.
ولهذا أخبر الله تعالى
عن القيمة الخاصة للإنسان، باعتباره زود بروح لها طاقات كثيرة لا تتوفر لدى الكثير
من الكائنات، وذلك لضرورة الوظيفة المناطة به، وهي وظيفة الخلافة.
ولهذا أمر الملائكة
بالسجود له.. لا لجسده، وإنما لتلك الروح التي زود بها، والتي هي من عالم الأمر
الإلهي، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ
بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ
وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ﴾ [الحجر: 28، 29]
ومع اشتراك البشر في
أصل وجود الروح إلا أنهم يختلفون في القدرات المتاحة لكل روح، ذلك أن منهم من يقوم
بما يقوم به الخلق في الدنيا عند التعامل مع أجهزتهم من مسح كل برنامج لا يحتاجون
إليه، أو يرون أنه قد يحول بينهم وبين ما يرغبون فيه من برامج.
ولذلك لا يستفيدون من
القدرات المتاحة للأوامر الخاصة بتلك البرامج، وكيف يستفيدون منها، وقد عطلوها،
ولذلك من يعطل قدرات عقله على التعرف على عوالم الغيب لن يصل إليها أبدا إلا بعد
وفاته، وتنصيب برامج خاصة جديدة لذلك.
وفوق ذلك فإن الله
تعالى يزود الصالحين الذين استعملوا كل البرامج الخيرة في نفوسهم بما يفيدهم في
الترقي.. فالترقي ليس سوى تلك الطاقات التي توهب للإنسان، والتي تتيح له إدراك ما
لم يكن يدركه، وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 300