وقال عن دوره في تحصيل الحياة الحقيقية بروح القرآن والنبوة: ﴿
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ
لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال: 24]؛ فالحياة المرادة هنا ليست حياة الأجساد،
وإنما هي حياة خاصة بتلك الطاقات الجديدة الموهوبة للإنسان بسبب تفعيله للقرآن
الكريم.
ولهذا قد يكون الشخص حيا في جسده، لكن كل الطاقات الموهوبة له ميتة،
ولعله هو الذي قام بقتلها.. لتوهمها أنها تقف بينه وبين حياته.. مع أنها هي حياته.
ويشير إلى هذا قوله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا
فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ
مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ
لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 122]؛ فالآية الكريمة
تشير إلى أن غير المؤمن يكون فاقدا للروح التي يتحقق بها الإيمان، ولذلك يكون ميتا
من هذه الجهة؛ فإذا ما آمن عادت إليه الحياة من جديد.
ويشير إلى هذا ما ورد في الحديث عنه a أنه قال: (إذا زنا الزاني فارقه روح الإيمان ؟)، ثم قرأ قوله
تعالى: ﴿ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ [المجادلة: 22]، ثم قال: (ذلك الذي يفارقه) ([350])
وقال الإمام الصادق: (إن للقلب أذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح
الإيمان لا تفعل وقال له الشيطان افعل وإذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان) ([351])