نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 328
فيقال لهم هل بلغكم؟ فيقولون ما
أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح من يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته، قال
فذلك قوله تعالى:
﴿ وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾ (البقرة: 143) قال: والوسط العدل، فتدعون
فتشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم)([370])
وكما أن المحاكمة العادلة تقتضي توفر المحامين الذين يدافعون عن المتهم،
فإن الله تعالى بعدله نصب المحامين الكثيرين من عباده، والذين سماهم الشفعاء.
ولكن هؤلاء الشفعاء لا يشفعون إلا فيمن رضي الله أن يشفع فيه، فهناك من
الجرائم ما لا يملك معه هؤلاء الشفعاء شيئا، قال تعالى:﴿ يَوْمَئِذٍ لا
تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ
قَوْلاً﴾ (طه:109)، وقال:﴿ وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ
إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ (سبأ: 23)، وقال:﴿ وَلا يَمْلِكُ
الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (الزخرف:86)
وأما القانون السادس من
قوانين التكليف والجزاء، فهو أن الجزاء الإلهي متوافق
تماما مع نوع العمل، كما قال تعالى:﴿ جَزَاءً وِفَاقاً ﴾
(النبأ:26)، أي: هذا الذي صاروا إليه من هذه العقوبة وَفق أعمالهم الفاسدة التي
كانوا يعملونها في الدنيا ([371])
بل إن النصوص الكثيرة تدل على أن
الجزاء المعد في الآخرة هو الصورة المجسدة للكسب، كما قال تعالى:﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ
كَذَّبُوا بِلِقَاءِ الله حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا
يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ
عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ (الأنعام:31)
وقد ورد في بعض الآثار في تفسير هذه
الآية:(يستقبل الكافر أو الفاجر عند خروجه