نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 360
فهاتان الآيتان
الكريمتان تذكران أن الإنسان عندما يأتيه الموت، أي في اللحظة التي تنزع فيها
روحه، يشعر بالمصير الذي سيصير إليه.. ولذلك يطلب الرجوع.
ثم ذكر بعدها النهاية
التي ينتهي إليها، فقال: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ
بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ﴾ [المؤمنون: 101]، وهي النفخ
في الصور، الذي يكون بمثابة دق جرس نهاية الدنيا بملكها وملكوتها.
وهكذا ذكر في سورة
الواقعة بعض المشاهد التي يراها الإنسان في ساعة احتضاره، وقبل موته، فقال:
﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ
تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ
(85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ
وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ
الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ
كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)﴾ [الواقعة: 83 ـ 96]
وبناء على كون العدالة
الإلهية، وتربية الله لعباده، ترتبط بكل النشآت ابتداء من عالم الذر أو ما قبلها،
أو ما بعدها مما حجب عنا علمه، فإن للموتى في البرزخ، سواء قبروا، أو لم يقبروا،
مراتب كثيرة، ربما تساوي في عددها عدد البشر أنفسهم، ذلك أنه من المستبعد أن
يتساوى اثنان من البشر في جميع ما فعلوه.
وأول ما يكتشفه الإنسان
في تلك المرحلة إيمانه، وهل كان إيمانا حقيقيا راسخا، أم كان مجرد ألفاظ يرددها،
ولذلك ورد في النصوص المقدسة الكثيرة ما يدل على ذلك الاختبار الإلهي الذي يكشف عن
حقيقة الإيمان، بل إن القرآن الكريم أشار إليه في قوله تعالى: ﴿يُثَبِّتُ
الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ الله الظَّالِمِينَ
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 360